جريدة عنب بلدي- العدد 30 – الأحد – 16-9-2012
حسام أبو الوفا
لا يختلف اثنان على أن العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية هو النموذج الأفضل للديمقراطية والحرية، فللمواطن الأمريكي وللمقيم على أرض الولايات المتحدة حقوق متساوية في أن يقول ويعمل ما يشاء؛ ما لم يخالف القانون في الولاية المقيم فيها. ومن صور الحرية في المجتمع الأمريكي كذلك إمكانية اختيار الشعب لرئيسه، فمن يرى في شخص المرشح الرئاسي ما يتوافق مع أرائه ومبادئه يختاره دون تعرّض لأي ضغط من أي جهة كانت.
الحرية والممانعة :
لهذا نُعَرف الح
رية بأنها: قول وفعل ما تمليه الإرادة الشخصية مع إلتزام بحدود الأدب ودون إلحاق الأذى بمصالح الغير.
وأما الديمقراطي
ة فهي: شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثرية.
ولا يخفى على مراقب للأحوال في سوريا هذه الحرب التي يخوضها النظام وأعوانه الداخليون والخارجيون على الشعب السوري وعلى الثورة في سوريا، بحجة الحفاظ على نظام المقاومة والممانعة. فهل الحرية والديمقراطية تمنع سوريا من أن تكون دولة المقاومة والممانعة؟
الدعم الأمريكي لإسرائيل:
رغم تعاقب الحكومات والأفراد على قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، نلاحظ أن دعم إسرائيل اللامحدود كان ولا يزال من أهم أوراق أي مرشح رئاسي أمريكي، فهو قبل أي شيء يخطب ودَّ إسرائيل حتى يستند إليها في حربه الانتخابية. وأبرز ما تجلى فيه هذا الدعم في المعركة الانتخابية الحالية، أن الرئيس باراك أوباما وقّع على قرار في يوم 27/7/2012 ينص على تقديم المزيد من ا
لدعم لإسرائيل بكافة الصور الممكنة. مستبقًا بذلك زيارة منافسه المرشح الرئاسي الجمهوري»ميت رومني» إلى إسرائيل ليخطب ودها ويعدها بمزيد من الدعم.
أسباب الدعم الأمريكي لإسرائيل:
تتجلى مقومات الدعم الأمريكي لإسرائيل في عاملين إثنين:
• تَغَوّل الجماعات الصهيونية في جذور النظام السياسي للولايات المتحدة الأمريكية وتحكمها بشرايين الاقتصاد الأمريكي.
• الاتفاق بين الأطراف السياسية الأمريكية على دعم إسرائيل وجعل أمنها من أمن الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا أردنا أن نطبق النموذج الأمريكي على سوريا في حال قيام دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان، نجد أن الدعم الذي ستتلقاه المقاومة من سوريا سيكون أضعافًا مضاعفة عمّا تتلقاه الآن وذلك للأسباب التالية:
• الدعم سيكون من مؤسسات الدولة وأحزابها وشعبها كمبدأ أساسي من مبادئ الدولة، وليس نزوة من حاكم أو فكرة تخطر على بال سلطان.
• أن الفساد الإداري والمالي الذي يقوم عليه النظام الحالي في سوريا يشكل عائقًا كبيرًا أمام تطور البلاد ودعم المقاومة. فكل هذه الأموال التي تؤخذ حاليًا من خزينة الدولة ليعمّر بها قصر مسؤول أو رئيس، سيتنعم بها الشعب السوري، وستتنعم بها المقاومة.
• احتمال قيام مصانع للسلاح في سوريا يديرها الجيش السوري الحر، بعد نجاح عدة محاولات في تصنيع صواريخ حربية أبرزها صاروخ «سرمين 1».
إذا ما اجتمعت هذه العوامل في الجمهورية السورية الثانية، وهي – إن شاء الله- ستجتمع فسيكون دعم سوريا ومساهمتها في تحرير فلسطين هو اللاعب الرئيسي في تخليص الوطن العربي من الذل والإهانة التي تتربص به بسبب إسرائيل وحلفائها وهذا ما يخشاه العالم.