“شير المغار”.. نقطة مراقبة تركية تعقّد حسابات الروس في إدلب
في 14 من شهر أيار 2018 اتجهت آليات للجيش التركي إلى الريف الشمالي لحماة، وثبتت نقطة عسكرية في قرية شير المغار التابعة لمنطقة جبل شحشبو، لتكون النقطة الـ 11 من أصل 12 نقطة مراقبة ثبتها الجيش التركي في محافظة إدلب، بموجب اتفاق “أستانة” بين الدول الضامنة (تركيا، إيران، روسيا).
نقطة “شير المغار” كانت الأولى التي ثبتها الجيش التركي على الخاصرة الغربية لمحافظة إدلب ومحيطها.
ويعتبر موقعها “استراتيجيًا”، إذ تكشف المناطق المحيطة بها، وتقع في منطقة مرتفعة تمكّن القوات الموجودة فيها من رصد أي تحرك، وخاصةً من جانب قوات الأسد على الطرف المقابل.
دار الحديث عن النقطة في الأيام الماضية بشكل كبير، على خلفية تعرضها لقصف مدفعي وصاروخي من جانب قوات الأسد، تكرر عدة مرات، وأسفر عن وقوع إصابات بين عناصر الجيش التركي.
وتزامن ذلك مع العملية العسكرية التي أطلقها النظام السوري بدعم روسي ضد فصائل المعارضة، وتمكن من خلالها من السيطرة على عدة مواقع بينها كفرنبودة وقلعة المضيق وصولًا إلى بلدة الحويز التي تقع على الجهة الغربية لنقطة “شير المغار”.
توقف التقدم من الغرب
لم تحقق العملية العسكرية لقوات الأسد في ريفي حماة وإدلب، والتي تجاوزت 40 يومًا الأهداف المرسومة لها، وذلك لعدة أسباب، بينها التصدي الكبير من جانب فصائل المعارضة، والتي اتبعت تكتيكًا جديدًا اعتمد على نقل المعارك إلى خارج أراضيها واستخدام الصواريخ المضادة للدروع.
وإلى جانب ما سبق كان لنقاط المراقبة التركية الدور الأكبر في إيقاف تقدم قوات الأسد، وخاصة في الخاصرة الغربية لإدلب، إذ وصلت الأخيرة إلى بلدة الحويز في سهل الغاب ولم تكمل طريقها، كون منطقة جبل شحشبو خارج نفوذها، وتتمركز فيها نقطة “شير المغار” التي تستمر التعزيزات إليها حتى اليوم، الأمر الذي يعطي مؤشرًا على استمرارية الوجود التركي في إدلب وريف حماة، رغم الاستفزازت التي يقوم بها النظام والروس.
بحسب معلومات عنب بلدي فإنه وفي أثناء دخول الجيش التركي إلى “شير المغار”، في أيار 2018، تمركزت قواته في مدرسة موجودة في القرية، وفيما بعد أنشأت متاريس ورفعت سواتر ترابية في محيطها على مساحة تقدر بـ 27 دونمًا.
وينشط في النقطة التركية أكثر من 100 عنصر من الجيش التركي بينهم ضباط، وقوات خاصة “كوماندوز”، إضافةً إلى عتاد عسكري وعشرات الآليات المصفحة ودبابات.
ولم يتوقف دخول تعزيزات الجيش التركي إلى نقاط المراقبة في إدلب، في الأيام الماضية، وخاصة نقطة شير المغار في جبل شحشبو، والتي تعرضت لقصف مدفعي أكثر من خمس مرات، كان آخرها في أواخر شهر أيار الماضي.
وركز الجيش التركي في انتشاره بإدلب على اختيار المناطق “الاستراتيجية” للتثبيت فيها، اعتمادًا على قربها من نفوذ قوات الأسد وحليفته روسيا، أو الجغرافيا التي تشكلها من حيث الارتفاع والإطلالة العسكرية.
“لن تنسحب من إدلب”
لم يقتصر قصف قوات الأسد لنقاط المراقبة التركية على نقطة “شير المغار”، بل استهدفت في الأيام الماضية نقطة المراقبة في مورك، وهو أمر دفع القوات التركية المتمركزة في “شير المغار” لقصف قوات الأسد في بلدة الكريم في سهل الغاب بريف حماة الغربي.
وترتبط الاستهدافات التي تقوم بها قوات الأسد بالاستعصاء الذي واجهته على الأرض، إذ لم تحرز التقدم الذي كانت تنوي تحقيقه، كما هو الحال في السابق في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي والجنوب السوري، بل اختلفت المعطيات بشكل كبير، فحدود محافظة إدلب تثبتها النقاط التركية البالغ عددها 12، والتي تصر تركيا على عدم سحبها.
وكانت تركيا أعلنت، في 22 من أيار الماضي، أنها لن تسحب قواتها العسكرية من محافظة إدلب، في ظل تصعيد عسكري من قوات الأسد تجاه المنطقة.
وقال وزير الدفاع، خلوصي آكار، بحسب ما نقلت قناة “TRT”، حينها، “القوات المسلحة التركية لن تنسحب من نقاط المراقبة في إدلب بكل تأكيد”.
وأضاف، “إخلاء موقع المراقبة في إدلب بعد هجوم النظام لن يحدث بالتأكيد، لن يحدث في أي مكان”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :