نضار وأمل.. ما أجمل أزهار سوريا؟
شهدت سوريا هذا العام هطولات مطرية متأخرة، ومستويات أعلى للرطوبة، أدت إلى انتشار النباتات والحشائش والأزهار البرية إضافة إلى الوفرة بالمحاصيل والخضراوات.
وتنتشر في سهول سوريا، وكما جرت العادة في بيوت أهلها، عدد من أجمل الأزهار والورود التي ما زالت حتى يومنا هذا تبعث السرور والأمل في النفوس رغم سنوات الصراع الطويلة.
اضطر نصف السوريين للنزوح أو اللجوء تاركين ديارهم بسبب العنف والأوضاع المعيشية المتردية في البلاد، حسب الإحصائيات الأممية، وما زالت روائح الأزهار وأشكالها تمثل ذكرى عزيزة لمن يشعر بالغربة والحنين، ومن أجمل تلك الأزهار:
الورد الجوري (الزهرة الدمشقية)
من أقدم الزهور في المنطقة وأكثرها ارتباطًا باسم سوريا في العالم، إذ إن اسمها العلمي هو “Damask Rose”، ولا تقتصر فائدتها على شكلها الجميل وألوانها الرقيقة، فهي تستخدم في استخراج ماء الورد وزيت الورد ومربى الورد.
تشتهر في سوريا قريتان أساسيتان تختصان بزراعته هما النيرب، في ريف حلب الجنوبي الشرقي، والمراح (قلدون)، في القلمون وتتبع لناحية النبك.
يبلغ سعر الغرام الواحد من زيت الورد حوالي 200 دولار أمريكي، ويحتاج استخراج الكيلو الواحد منه ما لا يقل عن طن من بتلات الورد، ويباع إلى الشركات العالمية التي تعنى بالطب وصناعة العطور.
الياسمين
تُعرف مكانة زهر الياسمين لدى السوريين عالميًا، مع ربطها الدائم بمدينة دمشق وتسميتها بعاصمة الياسمين، لانتشارها الواسع في أزقتها وبيوت سكانها.
للزهرة أنواع عديدة، يشتهر لونها الأبيض خاصة، ومنها ما يتخلل لونه بعض الصفرة، وتستخدم في صناعة العطور والمستحضرات الطبية.
ذكرت مرارًا من قبل الشعراء، ومن أبرزهم نزار قباني الذي كتب أن دمشق أهدته “أبجدية الياسمين”، ومحمود درويش الذي كتب في قصيدته “في الشام” ضمن مجموعة “لا تعتذر عما فعلت”:
“في الشام، أعرف من أنا وسط الزحام
يدلّني قمر تلألأ في يد امرأة.. عليّ
يدلّني حجر توضأ في دموع الياسمينة ثم نام”.
شقائق النعمان
تنتشر هذه الزهور الرقيقة دامية اللون في سهول سوريا كلما حل الربيع، وتنسب إلى ملك الحيرة في العراق، النعمان بن المنذر، الذي قيل إنه حماها ومنع قطفها، وأنها نبتت على قبره بعد أن قتله ملك الفرس دهسًا تحت أقدام الفيلة، ودُعيت بالشقائق لأنها تنمو في مجموعات قرب بعضها.
كما ذُكرت الزهرة في الأساطير القديمة، إذ تحدث الشاعر الروماني أوفيد عنها في كتابه “التحولات” قبل ألفي عام، ضمن أسطورة حب عشتار وأدونيس الذي مات من ضربة خنزير وحشي تركه مضرجًا بدمائه، التي انبثقت منها زهرة بلون الدم قصيرة العمر رقيقة واهنة الساق، هي “شقائق النعمان”.
البنفسج
تتبادر إلى الأذهان أغنية المطرب المصري، صالح عبد الحي، كلما ذكر اسم زهرة البنفسج المنتشرة في كل المحافظات السورية، مع مقدمتها الشهيرة:
“ليه يا بنفسج بتبهج وإنتَ زهر حزين
والعين تتابعك وطبعَكْ محتشم ورزين
ليه يا بنفسج بتبهج وإنتَ زهر حزين”
https://www.youtube.com/watch?v=rSaSHH9UVdM
الأقحوان
صغيرة الحجم، زاهية اللون، تمتاز بخواصها العلاجية المتعددة، تنمو بشكل طبيعي في البراري السورية، لها العديد من الأنواع، أكثرها انتشارًا الزهرة البيضاء البسيطة ذات القلب الأصفر الذهبي.
تملك سوريا حوالي 3150 نوعًا من النباتات البرية، وفق تقديرات مكتب التقييم المستقل من منشأة البيئة العالمية ما بين عامي 1994 و2004.
لا تُحد أزهارها الجميلة بعدد محدد، إذ إن لتنوع تضاريسها أثرًا كبيرًا في تنوع الحياة البرية بين مناطقها المميزة، ولشمسها وتربتها ومناخها أثر كبير في رونق نباتاتها ورائحتها، التي وإن وجدت بأشكال متشابهة في بلاد أخرى لا تعادل سحرها وجمالها لدى السوريين.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :