يعتبر الشيخ المصري الراحل محمد متولي الشعراوي أحد أبرز الدعاة العرب في القرن العشرين، وتتلمذ على يديه عشرات الدعاة، ويمتلك شعبيةً طاغية في أوساط الشعوب العربية، من العراق وحتى المغرب.
ألف الكتب وأطلق الفتاوى، وتولى وزارة الأوقاف المصرية، ولا تزال دروسه الدينية تبث على محطات التلفزة العربية حتى اليوم.
السجود في عام 1967
يثار الجدل في المجتمعات الإنسانية حول الأشخاص الذين يملكون نفوذًا أو سلطة، أو يعملون في الشأن العام، ويتعرضون للانتقادات أو تفسر أفعالهم في بعض الأحيان على نحو خاطئ.
لا يستثنى أحد من هذه الانتقادات، سواء كان فنانًا أم صاحب سلطة أو حتى شيخًا وعالمًا دينيًا.
ولم يكن الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي بمنأى عن هذه الانتقادات، سواءً فيما يتعلق ببعض الفتاوى الدينية التي أطلقها، أو فيما يخص تصريحاته التي قال فيها إنه سجد لله شكرًا بعد نكسة عام 1967.
هذه التصريحات التي أعلنها الشيخ الشعراوي يومًا ما، كانت بسبب اعتقاده أنه من الأفضل أن تهزم مصر وهي في أحضان الشيوعية على أن تنتصر على حد قوله، وأثارت الجدل وهاجمه كثيرون عليها، خاصةً وأن النكسة تعد أحد أهم أسباب الوضع السياسي العربي المتردي المستمر إلى اليوم، وشكلت صدمة سياسية وعسكرية كبرى.
الشعبية الطاغية
امتلك الشيخ الراحل شعبيةً طاغية نظرًا لسعة علمه، وأسلوبه البسيط في شرح الفتاوى الدينية وما يهم الناس من أمور دينهم، عدا عن الكتب الدينية التي ألفها طيلة حياته، واستخدامه للهجة العامية، ما جعله يصل إلى شرائح كثيرة من المجتمع المصري والعربي.
اهتم الشيخ الراحل بتفسير القرآن الكريم، وحالت وفاته دون أن يفسره كاملًا، وله عشرات الكتب الدينية فيما يتعلق بالتفسير والأمور الفقهية والحج والمرأة، والنبي الكريم.
وبثت له حلقات متلفزة في تفسير القرآن الكريم ما زالت تعرض إلى اليوم، كما أنها منتشرة في المواقع الإلكترونية على الإنترنت.
كما يذكر الناس قصص الأنبياء التي رواها الشيخ الشعراوي في حلقات متلفزة أخرى.
https://www.youtube.com/watch?v=ZymThIcceGo
وتم إنتاج مسلسل تلفزيوني عن قصة حياته من بطولة الفنان المعتزل حسن يوسف وعفاف شعيب وإخراج مصطفى الشال، في عام 2003.
البدايات والنهاية
ولد الشيخ الشعراوي في قرية دقادوس في جمهورية مصر العربية عام 1911، وتلقى علومه الدينية في الأزهر، وتخرج فيه عام 1940، وحصل على الإجازة العالمية للتدريس في عام 1943، وانتقل للعمل في المملكة العربية السعودية في عام 1950.
درس الشيخ الشعراوي في الجزائر والسعودية، وتولى وزارة الأوقاف بين عامي 1976- 1978.
انضم الشيخ الراحل لجماعة “الإخوان المسلمون” في بداياتها قبل أن ينتقل إلى حزب الوفد في عام 1939، بحسب موقع الجزيرة.
توفي الشعراوي في 17 من حزيران عام 1998 عن 87 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ودفن في مسقط رأسه.
–