السويداء – نور نادر
خسر المزارعون في محافظة السويداء ألاف الدونمات من القمح والشعير خلال الأسابيع الفائتة، جراء الحرائق التي نشبت في عدة مناطق من المحافظة، وتركزت غالبيتها في الريف الغربي، حيث تراوحت أسبابها بين الأخطاء البشرية، والحرائق المتعمدة في حين أن الحكومة السورية لن تعوض متضرري هذه الحرائق بذريعة أنها ليست مدرجة ضمن صندوق التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية.
الحرائق مفتعلة والحكومة لن تعوض
عنب بلدي التقت أحد فلاحي بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي، التي تضرر فيها نحو 200 دونم من القمح الأسبوع الفائت، رجح، بعد رفضه الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن الحريق قد تم بفعل فاعل وبشكل عشوائي، مشيرًا إلى أن الأهالي سيطروا على الحريق ومنعوا وصوله لمساحات أكبر، قبل وصول فوج الإطفاء.
وسخر الفلاح من عدم نية الحكومة السورية دفع تعويضات للمتضررين قائلًا، “يبدو أنه لا قيمة لدى هذه الحكومة لحياتنا أو قوتنا”.
وقدرت مديرية الزراعة مساحة الأراضي الزراعية المحروقة في السويداء في الأسابيع الماضية بحوالي 17 ألف دونم، وفق تصريح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لصحيفة تشرين الحكومية في 13 من حزيران، وأوضح حامد أن “الحرائق أضرت بـ 3810 دونمات مزروعة بالأشجار المثمرة و4781 دونمًا من المحاصيل الحقلية، منها 2477 دونم قمح و1574 دونم شعير، إضافة إلى 8233 دونمًا من الأراضي السليخ الخصاب و90 دونمًا من الأراضي المقام ضمنها شبكات ري.
ولفت إلى مواصلة المديرية التعاون مع الجهات المعنية عند حدوث أي حريق ضمن خطة الجاهزية الموضوعة في المحافظة مع تأكيده عدم نية الحكومة تعويض الفلاحين المتضررين.
ناشط محلي وصاحب أراض زراعية في قرية سليم اتهم الحكومة، في حديث لعنب بلدي، بالتسبب في الحرائق قائلًا “إنها بدأت تتلمس احتجاج الفلاحين على السعر الزهيد الذي تقدمه الحكومة للفلاحين ما يدفعها للتضييق عليهم أكثر”، مضيفًا أنها “منذ بدء الحرب تحارب الناس في قوتهم، فلا يمكن التغاضي الآن عن مصلحتها في هذه الحرائق”، موضحًا أن العديد من تلك الحرائق اندلعت ليلًا، ما يؤكد أنها مفتعلة.
رغم الوفرة الحكومة تستورد القمح
وصرح مدير المؤسسة السورية للحبوب، يوسف قاسم، لصحيفة الثورة الحكومية في 29 من نيسان الفائت، بأنّ أربع بواخر محمّلة بـ 110 آلاف طن من القمح المستورد وصلت إلى ميناء طرطوس خلال أيام عيد الفطر، تم تفريغها وسيشحن القمح إلى المحافظات حسب الحاجة، مبررًا استيراد هذه الكمية من القمح بالرغم من زيادة الموسم عن العام الماضي بأنها تأتي في إطار الجهود الحكومية لتعزيز المخزون الاستراتيجي من المادة، دون تحديد الجهة التي صدّرت القمح إلى سوريا.
وفي تصريح آخر أكد قاسم لوكالة “سانا” في 13 من حزيران، أنّ كمية القمح التي استلمتها المؤسسة من المزارعين منذ بداية الموسم حتى اليوم الثلاثاء بلغت 92 ألفا و626 طنًا من القمح، مبينًا أنّ هذا الموسم أفضل من موسم العام الماضي، الذي وصلت فيه كمية القمح المستلمة خلال نفس الفترة إلى ما يقارب 64 ألفًا و811 طنًا.
وقال أحد أعضاء المجلس المحلي في السويداء لعنب بلدي، إنهم لا يستطيعون معرفة سبب رغبة الحكومة باستيراد القمح بمحاصيل كبيرة وتركها مكدسة لدى الفلاحين السوريين، أو أخذها منهم بأسعار زهيدة، مضيفًا باستياء، أن السويداء تعتمد بشكل كبير على الزراعة وأن الفلاحين الذين خسروا قمحهم هذا العام بالحرائق أو كدسوه وعجزوا عن بيعه لن يستطيعوا شراء الحبوب وتحمل تكاليف الزراعة للموسم المقبل.
وكانت الحرائق طالت مناطق متفرقة في قرية سليم وريف المحافظة الشمالي، إضافة لبلدة المزرعة والطيرة والعديد من قرى منطقة صلخد، وسط جدل حول تهاون فوج الإطفاء وتعاونه، خاصة بعد تداول إحصائية على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد أن سيارات الإطفاء في فوج إطفاء مدينة السويداء والبالغ عددها ست سيارات، أسهمت بإخماد أكثر من 143 حريقًا، بينما أكدت وحدة إطفاء شهبا، أنّ عدد مهامها في الشهر الفائت كان 101 مهمة، غالبيتها إخماد للحرائق، يُضاف إليها ثماني مهام هذا الشهر، علمًا أن الوحدة تملك آليتين فقط، تعطّلت إحداهما مؤخرًا.
–