الكهرباء تضرب “غطاسات” الفلاحين في حمص

  • 2019/06/16
  • 1:00 ص

موظف يقود جرارًا في مصنع للأسمدة خارج مدينة حمص- 13 من كانون الثاني 2019 (AP)

حمص – عروة المنذر

منذ الأيام الأولى لاتفاق المصالحة الذي وقعته روسيا مع فصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي، في آب 2018، ألمح الجانب الروسي إلى أن حكومة النظام السوري في وضع اقتصادي متردٍ، وعلى السكان ألا يتأملوا بتحسن سريع في واقع الخدمات الأساسية، ومساعدة دوائر الدولة لأنها بالكاد باستطاعتها تقديم المواد الأولية لتشغيل نفسها.

الكهرباء هي الهاجس الأكبر الذي يشغل السكان في ريف حمص الشمالي، ووصول التيار يعيد الحياة إلى المزارع، مصدر الرزق الأول والرئيسي لسكان المنطقة، لكن عدم استقرار التيار أوقع الفلاحين في متاعب أخرى، فمضخات المياه أصبحت عرضة للتلف (الاحتراق) على مدار الساعة.

خلال الأشهر الماضية دخلت ورشات إصلاح شبكة الكهرباء إلى المنطقة بإمكانيات ضعيفة. كمية الكابلات وعدد المحولات لم تكن بحجم الحاجة، ورغم ذلك وعدت بتحسين واقع الشبكة، لكن بعد مضي قرابة العام على عودة النظام ومؤسساته إلى الريف الشمالي، أصبحت الشبكة شبه عشوائية، والمحولات تغذي ضعف عدد المشتركين المخصص لها، إضافة إلى نقص عدد عمال الصيانة.

أبو ناصر، أحد سكان مدينة الرستن، قال إنه رغم مرور أكثر من عام على دخول المنطقة في مصالحة مع النظام السوري، لا يزال واقع الكهرباء مترديًا بشكل كبير، مضيفًا لعنب بلدي أنه قبل أسبوعين سُرقت كابلات الشبكة في المنطقة، ما اضطر الأهالي إلى شراء كابلات جديدة وتوصيلها، بأجور عالية، يطلبها عمال الكهرباء.

عدم استقرار الكهرباء يضر بالمزارعين

ورغم عودة التيار الكهربائي إلى غالبية مزارع ريف حمص الشمالي، إلا أنه كان نقمة على المزارعين في بعض الأحيان، فعدم استقرار الكهرباء وضعفها بشكل مفاجئ أدى في كثير من الأحيان إلى إتلاف مضخات المياه واحتراقها.

أبو إسماعيل، من مزارعي الفرحانية الغربية بريف حمص، قال لعنب بلدي إنه خلال ثلاثة أشهر احترقت مضخة المياه (الغطاس) ثماني مرات بسبب عدم استقرار التيار الكهربائي وهبوط شدته المفاجئ.

وأكد المزارع أنه بعد البدء بزراعة المحصول من غير الممكن التوقف عن ريه، تفاديًا لتفاقم الخسائر، ما يجبر الفلاحين على “لفّ الغطاس” (إصلاحه) بتكلفة تزيد على 40 ألف ليرة سورية في أحسن الأحوال (سعر الدولار يلامس 595 بحسب موقع الليرة اليوم)، إضافة إلى عناء إخراجه وإعادته إلى البئر.

أحمد أبو ناصر، وهو مهندس كهرباء يملك ورشة صيانة في قرية الزعفرانة، أكد أنه بعد عودة التيار الكهربائي زادت أعطال المضخات عن الفترة السابقة التي كانت تستخدم فيها المولدات الكهربائية، إذ إن الانقطاع المتكرر والمفاجئ للتيار يزيد من احتمالية تلف “البروانات” بسبب عودة المياه بشكل عكسي أكثر من مرة، أما احتراق “الملف” فهو العطل الأبرز والأكثر تكلفة لأنه مصنوع من النحاس.

وأوضح المهندس لعنب بلدي أن المد العشوائي لخطوط الكهرباء وكثرة التوصيلات أدت إلى انخفاض الفولت بشكل عام، وعدم توزيع المشتركين على المحولات بشكل عادل، بسبب عدم وجود عدد كافٍ من المحولات لدى مؤسسة الكهرباء.

ونتيجة لذلك فضل عدد من المزارعين الطاقة الشمسية لتفادي احتراق المضخات، خاصة بعد إثبات فعاليتها من الناحية المادية والعملية، فبعد تركيبها تغيب التكاليف باستثناء الأعطال الاعتيادية.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع