مسلسل “جن” يدخل “نتفلكس” بحقل الشوك العربي
أثار المسلسل الأردني “جن” الذي أنتجته شركة “نتفلكس” جدلًا كبيرًا وصل إلى مجلس النواب الأردني، نظرًا لاحتواء المسلسل على مشاهد اعتبرها البعض خادشة للحياء العام، وكذلك على شتائم.
و”جن” هو أول مسلسل عربي من إنتاج الشبكة الأمريكية، أطلق في 13 من حزيران، وهو من تأليف وإنتاج إيلان وراجيف داساني وإخراج المخرج اللبناني مير جان بوشعيا والأردني أمين مطالقة.
تدور أحداث “جن” في مدينة البتراء الأردنية عن فتاة تطلق بالخطأ سلاح جني يأخذ شكل شاب مراهق، لينطلق معه شر قديم يهدد العالم.
السلطات الأردنية أوقفت بث العمل داخل الأراضي الأردنية، وطلب مدعي عام عمّان من وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، الخميس 13 من حزيران، اتخاذ إجراءات لإيقاف المسلسل لتضمنه مقاطع مخلة بالآداب.
وقال مصدر قضائي، لموقع تلفزيون “المملكة“، إن “مدعي عام عمّان أوعز لوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لوقف بث ونشر مسلسل جن لما يتضمنه من مقاطع (…) مخالفة للقانون وللأخلاق والآداب العامة”.
ودفع الهجوم الكبير على المسلسل، الشركة الأمريكية لإصدار بيان عبر حسابها على “تويتر”، أمس 14 من حزيران، قالت فيه إنها تتابع بكل أسف موجات التنمر ضد صناع العمل، مؤكدةً أنها لن تتهاون مع أي من هذه التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل.
وأشارت الشركة إلى أن موقفها كان دائمًا متمركزًا حول قيم التنوع والشمولية.
تابعنا بكل أسف موجة التنّمر الحالية ضد الممثلين وطاقم العمل في مسلسل جِنّ ونعلن أننا لن نتهاون مع أي من هذه التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل. موقفنا لطالما كان متمركزاً حول قيم التنوّع والشمولية ولذلك نحن نعمل على توفير مساحة آمنة لكل محبّي المسلسلات والأفلام حول المنطقة.
— Netflix MENA (@NetflixMENA) June 14, 2019
ونفت الهيئة الملكية للأفلام عبر حسابها على “تويتر” امتلاكها لأي مهام رقابية، مؤكدةً أن مهامها تقتصر على تشجيع الإنتاج المحلي واستقطاب الإنتاج لأجنبي، وبالتالي لا تنظر في النص أو السيناريو، متهمة البعض بمهاجمة المسلسل دون مشاهدته أصلًا بحسب الهيئة.
وجاء هذا البيان بعد الهجوم على الهيئة واتهامها بالسماح بتصوير العمل رغم معرفتها بتفاصيل النص.
توضيح من #الهيئة_الملكية_الأردنية_للأفلام حول دورها وبعض التعليقات الإضافية مسلسل #جن من إنتاج #نتفليكس: pic.twitter.com/qguzSiQjsZ
— Royal Film Commission (@FilmJordan) June 14, 2019
وقال النائب في البرلمان الأردني، معتز أبو رمان، في رسالة نشرتها وكالة الوقائع الأردنية مساء، أمس الجمعة 14 من حزيران، إن هناك فرقًا كبير بين الحرية والإباحية، وبين ممارسة الإباحية والمجاهرة بها.
وأكد أبو رمان، “بموجب دوري الدستوري والرقابي لا بد من أن ألاحق قانونيًا كل من أسهم في إنتاج هذا العمل، حيث أن فيه تجاوزًا صريحًا لقانون العقوبات في عدة مواد ومنها خدش الحياء العام، وإثارة القلق والفتن، والإساءة لسمعة الأردن محليًا و دوليًا”، بحسب تعبيره.
ولم يقتصر الجدل على البرلمان ووسائل الإعلام الأردنية، بل انتقل إلى وسائل الإعلام العربية.
واستضاف الإعلامي المصري عمرو أديب، نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب في برنامج الحكاية الذي يبث عبر قناة “MBC مصر”، أمس الجمعة 14 من حزيران.
واعتبر أديب أن العمل إشارة إلى أنه من اليوم لن يكون هناك حدود في العالم العربي دون أن يستطيع أحد إيقافها.
ونفى نقيب الفنانين علم النقابة بتصوير العمل داخل الأراضي الأردنية، مشيرًا إلى أن أبطال العمل ليسوا أعضاء في النقابة أساسًا، ومعتبرًا أن المشاهد المعروضة لا تنسجم مع عادات وتقاليد ولا إرث المجتمع الأردني، معتبرًا أن المشاهد تحمل طابع الرذيلة، على حد قوله.
وأشار حسين الخطيب إلى أن صناع المسلسل لم يحصلوا على تصريح من قبل النقابة، معتبرًا أن العمل أساء إلى تاريخ الأردن وليس إلى مدينة البتراء فقط.
من جهته، دافع الصحفي نضال منصور عن العمل، عبر منشور على صفحته الشخصية على “فيس بوك”، عبر من خلاله عن قلقه فيما يخص ردود الفعل على المسلسل.
وقال نضال إنه يرفض الوصاية على حق الناس في المشاهدة، مؤكدًا أن الموقف من العادات مختلف عليه، مشيرًا إلى أن المسلسل لو كان أجنبيًا لما تحركت سلطة البتراء ببيانها الناري المطالب بالمحاسبة والمساءلة.
بينما اعتبر الناقد الفني خليل حنون، عبر صفحته في “فيس بوك”، أن ما قدمه العمل لا يندرج تحت إطار الجرأة، مقارنًا بين مسلسل “جن” وأعمال فنية أخرى حملت طابعًا جريئًا.
وقال حنون إن الجرأة تكمن في حركة الكاميرا في فيلم “المواطن كين”، ومشهد “العرش الأحمر” في “لعبة العروش”.
تعتبر “Netflix” شركة رائدة عالميًا في مجال خدمة الترفيه عبر الإنترنت ويتابعها 117 مليون شخص في 190 دولة، وتنتج الشركة المسلسلات والأفلام الوثائقية والأفلام الروائية الأصيلة.
وكانت الشركة أعلنت في وقت سابق عن إنتاجها لثالث مسلسل عربي وأول مسلسل مصري على منصتها الرقمية، بعد مسلسلي “جن”، و”مدرسة الروابي للبنات”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :