من الإمارة إلى الموت.. من قتل أسمهان؟
شكلت المطربة السورية الراحلة أسمهان حالةً فنيةً فريدة في الطرب العربي، من خلال صوتها الذي أدت به مجموعةً من أجمل الأغاني الطربية في الموسيقا العربية.
وعاشت أسمهان حياةً درامية وإشكالية معقدة برغم حياتها القصيرة والتي لم تتجاوز 37 عامًا، من دخولها مجال الفن وعملها بالسياسة وصولًا إلى عودتها للغناء بعد طلاقها من زوجها الأمير حسن الأطرش، وحتى حادثة موتها.
من قتل اسمهان؟
في يوم 14 تموز 1944، توجهت أسمهان رفقة صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة إلى منطقة “رأس البر” المصرية تلبيةً لدعوة إحدى صديقاتها، بسيارة تابعة لشركة “استديو مصر”، لتنقلب السيارة في بركة ماء على الطريق، وتفقد حياتها رفقة صديقتها، وسط أنباء عن هروب السائق واختفائه إلى الأبد.
وفي إفادته عن مقتل أسمهان، قال الفنان الراحل يوسف بيك وهبي إنه حاول إثناء أسمهان عن هذه الزيارة، إلا أنها رفضت رفضًا قاطعًا، معتبرًا أن موتها كان “قضاءً وقدر”.
أثارت حادثة مقتل أسمهان الحيرة والشكوك، ولا يزال موتها يشكل لغزًا حتى اليوم، مع توزيع الاتهامات على شخصيات كبيرة ولها مواقعها الحساسة في مصر، ابتداءً من الملك فاروق ووصولًا لأم كلثوم، إضافةً لاتهام المخابرات الفرنسية والبريطانية بقتلها لعملهم معها في السابق، دون أن يتم إثبات أي تهمة حتى الآن.
السياسة القاتلة
فرض الأمير فؤاد الأطرش، شقيق أسمهان الأكبر، أن تتزوج من ابن عمها الأمير حسن، خوفًا عليها من الزواج من شخص غير درزي، بحسب قوله في كتاب “قصة أسمهان” للكاتب لفومبيل حبيب.
عادت أسمهان بعد زواجها إلى جبل الدروز، وانخرطت هناك بالعمل السياسي رفقة زوجها، حتى أصابها الضجر، فقررت الطلاق وعادت مرةً أخرى إلى مصر، قبل أن تقنعها المخابرات البريطانية بالعمل لصالحها، وإقناع أهلها بعدم التعرض للقوات البريطانية والفرنسية التابعة للجنرال ديغول، والمتجهة لمحاربة القوات الفرنسية المسيطر عليها من قبل ألمانيا بزعامة هتلر، بحسب الكاتب المصري محمد الحمامصي في جريدة العرب بتاريخ 9 كانون الأول من عام 2018.
البدايات
ولدت أسمهان في عام 1912، على متن سفينة كانت متجهة إلى بيروت، وأسمتها أمها “آمال”.
وهربت والدتها علياء المنذر من سوريا باتجاه مصر في أعقاب “انتفاضة الدروز”، مع أولادها فؤاد وفريد وآمال.
عاشت أسمهان في بداية حياتها في القاهرة حياة صعبة للغاية، في بلد جديد دون أي عائد مادي سوى ما تجنيه والدتها، من حفلات خاصة كانت تقيمها بين الفينة والأخرى، خاصةً وأن أخاها فريد الأطرش لم يكن أفضل حالًا ولم ينطلق في عالم النجومية بعد.
https://www.youtube.com/watch?v=W5yZvZEnCks
وفي أحد الأيام، زار الملحن داود حسني منزل فريد وسمع أسمهان تغني، ما دعاه لمساعدتها بعدما أعجب بصوتها، وأطلق عليها اسم أسمهان.
وبدأت بالعمل مع فريد، ومساعدة والدتها في حفلاتها، إلا أن إصرار أخيها الأكبر فؤاد على زواجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش في عام 1933 جعلها تتوقف عن العمل الفني وتنتقل إلى سوريا، قبل أن تعود لاحقًا إلى مصر وتستأنف عملها الفني مجددًا في عام 1939.
المجد الفني
بعد عودتها إلى مصر، بدأت أسمهان بالغناء مستغلةً صوتها الذي سحر الكثيرين وشكلها الجميل، وهذا مافتح لها أبواب النجومية، فشاركت فريد في فيلم “انتصار الشباب” في عام 1941، وغنت معه أغاني الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا في تلك الفترة، وتعاملت مع كبار الملحنين الذين تعاونوا أيضًا مع أم كلثوم.
ولحن لأسمهان السنباطي والقصبجي وغيرهم، وأخوها فريد الأطرش، فكانت أغاني “ليالي الأنس في فيينا” و”إيمتا هتعرف” و”يالعينيك”، كما غنت مع عبد الوهاب أغاني فيلم “مجنون ليلى”.
قامت في عام 1944 ببطولة فيلم “غرام وانتقام”، وتوفيت قبل أن تنهي مشاهدها في الفيلم.
تزوجت أسمهان مرتين بعد زواجها الأول، الثاني كان من المخرج المصري أحمد بدرخان، والثالث من الفنان أحمد السالم.
المسلسل
تم إنتاج مسلسل عن حياة أسمهان في عام 2008، من إخراج المخرج التونسي شوقي الماجري وبطولة سلاف فواخرجي وعابد فهد وتم تصويره بين سوريا ومصر.
https://www.youtube.com/watch?v=IMFIqPvpbcI&t=556s
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :