انتشر وسم على صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان بعنوان #ضد_خطاب_الكراهية، عقب تصريحات وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، التي تخص التفوق “الجيني” للبنانيين عن غيرهم من الشعوب، واعتباره سببًا لرفض النازحين والعمالة الأجنبية في البلاد.
ودعا مثقفون وصحفيون لبنانيون إلى وقفة احتجاجية، في الساعة السادسة والنصف اليوم 12 من حزيران، في حديقة سمير قصير في وسط بيروت.
وشارك الناشطون نص الدعوة التي تضمنت “قبل أن نسقط في القعر، ونقع في متاهات لا تحمد عقباها.. نجتمع في وقفة احتجاجية صامتة وسلمية ضد خطابات الكراهية التي انتشرت في الأسابيع الماضية والتي من شأنها ضرب مجتمعنا وتعميق التشدد وثقافة الفصل”.
وكتبت الصحفية اللبنانية ديما صادق عبر حسابها على “تويتر” أن سبب دمار البلد هو الطبقة السياسية وليس السوريين، وأن “الكره هو ما يجلب الدمار”.
اذا كنت تؤمن انه الكره ما بجيب الا الدمار ،و انو ما في شي اسمه تميز جيني ، و انو الناس كلها متساوية ، انو البشر كلها متل بعضها . و انو سبب دمار البلد هو هالطبقة السياسية اللي وصلتنا لهون مش السوري ، #لاقينا بكرا الأربعاء الساعة ٦:٣٠ بحديقة سمير قصير لنقول #لا_لخطاب_الكراهية pic.twitter.com/Q7WTJ0dcd9
— Dima ديما صادق (@DimaSadek) June 11, 2019
ولاقى باسيل موجة واسعة من الاحتجاجات عقب نشره، في 7 من حزيران، تغريدة عبر حسابه على “تويتر” تتضمن تفسيرًا “جينيًا” للانتماء اللبناني.
لقد كرّسنا مفهوماً لانتمائنا اللبناني هو فوق اي انتماء آخر، وقلنا انه جينيّ وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معاً، لتحملنا وتأقلمنا معاً، لمرونتنا وصلابتنا معاً، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معاً من جهة وعلى رفض النزوح واللجوء معاً من جهة أخرى
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) June 7, 2019
وعاد في 8 من حزيران للتأكيد على موقفه، محتجًا بأن سبب الانتقادات الموجهة إليه هو ضعف الانتماء إلى لبنان.
البعض يتهمني اني عنصري وانا افهم لأن الانتماء اللبناني لدى هؤلاء ليس قويا كفاية ليشعروا بما نشعر به ولأنهم يعتبرون ان هناك انتماء ثانيا قد يكون اهم بالنسبة لهم
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) June 8, 2019
ونشر بعض المثقفين في إطار الحملة، وقائع وأرقامًا تصحح الإشاعات المنتشرة حول آثار الوجود السوري في لبنان.
وشارك الناشط اللبناني حليم شبيعة، مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة “Crisis Action”، معلومات حول الأثر الاقتصادي للاجئين السوريين، من زيادة الإيرادات وزيادة فرص العمل ومدى الإنفاق السنوي للاجئين.
#ضد_خطاب_الكراهية pic.twitter.com/nXC5QfwEZf
— Halim Shebaya (حليم شبيعة) (@halimshebaya) June 11, 2019
وكتب الدكتور اللبناني ناصر ياسين، الأستاذ في كلية العلوم الصحية ومدير البحوث في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت، “هناك ضغط هائل على لبنان من جراء الأزمة السورية وانتقال أعداد كبيرة من اللاجئين وسكنهم في المناطق اللبنانية الأكثر فقرًا، لكن هذه الأزمة لا تُحل إلا عبر سياسات وإجراءات تنطلق من الحقائق وليس عبر التضخيم، وقطعًا ليس من خلال تضليل الناس وخلق كراهية تجاه بعضهم”.
وقدم صورة توضيحية للتمييز بين الإشاعات المزيفة والمعلومات الحقيقية المتعلقة باللاجئين السوريين، حول أعدادهم وتوالدهم والأعمال التي يشغلونها ومدى الجرائم التي يرتكبونها والمساعدات التي يتلقونها.
هناك ضغط هائل على لبنان من جراء الأزمة السورية وانتقال إعداد كبيرة من اللاجئين وسكنهم في المناطق اللبنانية الأكثر فقراً.
لكن هذه الأزمة لا تُحل إلا عبر سياسات وإجراءات تنطلق من الحقائق وليس عبر التضخيم وقطعاً ليس من خلال تضليل الناس وخلق كراهية تجاه بعضهم البعض#ضد_خطاب_الكراهية pic.twitter.com/zJch5ZEVir— Nasser Yassin (@nasseryassin) June 12, 2019
ويعيش في لبنان ما يقل عن مليون لاجئ سوري، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تشتكي الحكومة اللبنانية من تكبدها أعباء اقتصادية بسببهم، وسط اتهامات حقوقية للبنان بالضغط على السوريين من أجل العودة إلى بلدهم.
–