محمد رشدي شربجي
كان علي شريعتي يقول إن للدعاء الإسلامي وجودًا يأتي بعد الواجب، وبعد العناء والعمل والكفاح والصبر، فالذين خلّفوا متون الدعاء الحقة هم نموذج هذا المثال، فقد كانوا في يقظة موصولة من أجل مقارعة الظلم والعدوان، ولم يكونوا رهبانًا يقضون حياتهم بالدعاء منعزلين عن الناس.
اللهم نحن عبادك أبناء عبادك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، أسألك أن تلهمنا بحكمتك ونورك للصواب والثبات على الحق في زمن القهر والعذاب.
إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، اللهم لا تدع العام يمر إلا وجيوش العرب استحالت خرابًا، اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا، ولا تغادر من عسكرنا أحدًا، اللهم إنهم طغوا على العباد وتجبروا في البلاد.
اللهم إن جيوشنا التي بنيناها من أموالنا باتت مواخير سياسة ليس لها من هدف إلا القضاء علينا، اللهم إنهم ساديون يتلذذون بدمائنا من الجزائر إلى اليمن، ذبحونا في طرابلس، وفتكوا بنا في مصر والسودان وشردونا في سوريا، اللهم أنت تعلم أنهم ليسوا إلا ضمانة الفوضى فخذ إليك من يقول إنهم ضمانة الاستقرار أخذ عزيز مقتدر.
اللهم أهلك من عبادك السياسيين من يريد أن يتحالف مع العسكر ضد خصومه السياسيين، وأهلك منهم من يعتقد نفسه عبقري زمانه الذي سيوصله العسكر للسلطة ثم يذهبون إلى ثكناتهم، اللهم أهلك عسكر العرب مع ثكناتهم يا قوي يا متين.
اللهم إني أشهد أن قضية فلسطين حق مطلق، وأن اسرائيل شر مطلق، وأن معظم مقاومي إسرائيل شر مطلق كذلك، وأن كلاهما شربا من دمائنا ولم يرتويا، فدمر اللهم من حوّله الخير المطلق إلى مصاص دماء.
اللهم إنك تعلم أن الشيعة ظلموا تاريخيًا، وأن الأكراد ظلموا وما زالوا، وأن شعور المظلومية إذا استحكم بالمظلوم أحاله في طرفة عين كائنًا متوحشًا عديم الضمير، فقنا اللهم من ظلمنا ومظالمنا يا رحمن يا رحيم.
اللهم ارحم شهداء السودان، وشهداء ليبيا، وشهداء مصر والعراق والبحرين، وشهداء سوريا، وعبد الباسط الساروت وإخوته يا أرحم الراحمين.