“في معقل الأسد، يُرسل ضباطٌ في سيارات الإسعاف إلى منازلهم، بينما تُعاد جثث الجنود العاديين في شاحنات صغيرة؛ وترفض الأمهات في هذه الأيام إرسال أبنائهن للمشاركة في القتال”، هكذا وصفت صحيفة الديلي تلغراف في تقريرٍ لها نشر اليوم، حول مقتل قرابة ثلث شباب الطائفة العلوية جراء الحرب في سوريا.
وفي سلسلة من المقابلات أجرتها شيرلوك، مراسلة الصحيفة، مع أبناء الطائفة في محافظة اللاذقية، أجمع السكان على أنهم محاصرون بين “الجهاديين” الذين يعتبرونهم مرتدين، وبين نظام فاسد أخبرهم سابقًا أن الفوز في الحرب سيكون سهلًا جدًا.
“الغالبية لا يقبضون رواتبهم الآن، كما أن البعض لا يملك حتى ثمن طعامه”، قال عمار، وهو رجل أعمال في اللاذقية؛ اختار لنفسه اسمًا مستعارًا لحماية عائلته.
وتساءل العديد من جيران عمار، حول إمكانية التملص من التجنيد ضمن صفوف النظام خوفًا من الموت، في الوقت الذي لا يملكون فيه المال للخروج من البلاد.
ويطغى اللون الأسود على الزي النسوي في العديد من القرى العلوية الواقعة في جبال محافظة اللاذقية، كما تخلو معظمهما من الشباب، وفقًا لعمار الذي قال “كل يوم هناك ما لا يقل عن 30 رجلًا يعودون من الخطوط الأمامية في توابيت؛ كان النظام يحتفل بجنوده القتلى بإقامة جنازات مهيبة بداية الحرب”.
وذكرت الصحيفة أن مجموعات من نساء بعض القرى العلوية تصنع “حواجز للطرق”، على مداخل بعض القرى الجبلية لمنع الجيش من أخذ أبنائهن قسرًا إلى جبهات القتال، مشيرًة إلى أن النساء يخاطبن القادة العسكريين “اذهبوا واجلبوا أبناء الضباط الكبار، وسندعكم تأخذون أبناءنا بعد ذلك”.
كما نوّهت إلى أنه وعلى الرغم من ارتباط العلويين بالنظام، إلا أن عددًا قليلًا استفاد منه، مضيفًة نقلًا عن أحد أبناء الطائفة “لم يرفع الأسد رواتبنا خلال فترة حكمه، كما يوجد بعض الفيلات وسط مئات من البيوت البسيطة في قريتي”.
وفي السياق أشار جوشوا لانديز أستاذ التاريخ في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، والذي يتواصل بشكل دائم مع أبناء الطائفة، إلى أن قادة “الميليشيات المحلية” يرفضون تنفيذ أوامر القادة العسكريين في دمشق.
كما فسر آخرون قتل عدد من أفراد عائلة الأسد في ظروف غامضة، وكان آخرهم محمد الأسد الذي قُتل الشهر الماضي، على أنه منافسة للحصول على المال والسلطة المحلية.
ويبلغ عدد سكان الطائفة العلوية حوالي مليوني نسمة، وتشكل عُشر النسبة السكانية في سوريا، بينما يصل عدد الرجال العلويين ممن هم في سن القتال إلى 250 ألفًا، بحسب سكان محليين ودبلوماسيين غربيين.
ولم يصرّح النظام السوري بحجم خسائره البشرية مطلقًا، إلا أن تقارير نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان نهاية العام الماضي، كشفت أن قرابة 22 ألفًا من المجموعات المقاتلة في صف النظام، قتلوا خلال عام 2014.
–
لقراءة التقرير كاملًا من الديلي تلغراف: اضغط هنا.