يعتبر الولاء للنادي إحدى الصفات المهمة التي يطلبها الجماهير من أي لاعب ينشأ أو يأتي وافدًا إلى النادي الذي يشجعونه، وتشكل حالة الولاء تلك فيصلًا بين إعلان الحب له أو اتهامه في الخيانة، كما في حالة الأسطورة البرتغالية لويس فيغو حينما فعل المحظور وانتقل من برشلونة إلى ريال مدريد، ما سبب حالة نقمة جماهيرية بين صفوف البرشلونيين الذين نعتوا فيغو بأبشع الأوصاف واتهموه بأسوأ ما يمكن.
هذه النقمة على لويس فيغو جاءت بسبب تعلق آمال البرشلونيين باللاعب الذي كان يتوقع منه قيادة المرحلة المقبلة للفريق.
وفي يومنا الحالي وبعد نحو 20 عامًا على قضية فيغو التي شغلت الجماهير والصحافة العالمية، يشكل عدد من اللاعبين خطًا أحمر بالنسبة للجماهير، كونهم القادة بالاختصاص على الميدان الأخضر، فذنب القادة مغفور حين يخطئون ويثابون في كل مرة يصيبون فيها.
يعتبر سيرجو راموس قائد نادي ريال مدريد مثالًا صارخًا عن حالة الولاء الجماهيري والولاء من اللاعب للنادي، فبعدما طلب راموس من إدارة ريال مدريد السماح بانتقاله إلى الدوري الصيني بعد فشل المفاوضات على زيادة راتبه أسوة بزملائه، خرج رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، ليدافع عن اللاعب ويؤكد بقاءه نافيًا ما أشاعه راموس نفسه، ليعود راموس بعد يومين ويؤكد بقاءه في صفوف النادي.
اعتمد راموس في طلبه على سطوته الجماهيرية بعد أن فقدت الجماهير كريستيانو رونالدو، وبعد مسيرة طويلة حقق فيها اللاعب ما لم يحققه غيره.
وفي حالة مشابهة لدى الغريم برشلونة، تزيد سطوة القائد فيه على حالة راموس، إذ يسهم ميسي إلى حد كبير باتخاذ القرار في أروقة النادي، من خلال التوصية بالتعاقد مع لاعبين ورفض التعاقد مع آخرين.
مسألة بقاء اللاعب الأرجنتيني وخروجه من برشلونة ليست مفتوحة للنقاش مع أي ناد ولا حتى مع اللاعب نفسه، وخاصة مع الراتب الذي يتقاضاه والبالغ نحو 31 مليون يورو سنويًا، أكثر من أي لاعب آخر في أندية كرة القدم وفي تاريخها أيضًا.
ومع تبدل وتغير أسواق الانتقالات والتجاذبات بين الأندية الراغبة بتدعيم صفوفها وتحسين أوضاعها، تبقى هذه الأسماء القائدة والرائدة باقية في مكانها، ولا يوجد من يجرؤ على مناقشة أنديتها على انتقالها.
ما قد يسبب خروج تلك القامات هي رغباتها فقط لا غير، كما هو الحال بالنسبة للحارس الإيطالي المخضرم، جانلويجي بوفون، قائد نادي يوفنتوس الإيطالي السابق والمنتخب الإيطالي، الذي خرج إلى نادي باريس سان جيرمان الموسم الماضي، بعد مسيرة حافلة قضاها مع “السيدة العجوز”، مليئة بالإنجازات.
خرج بوفون من يوفنتوس، بكامل إرادته، إلى العاصمة الفرنسية باريس دون ضغوط الصحافة وبوداع جماهيري كبير، كما خرج دي روسي مطلع الصيف الحالي من روما، ليسدل الستار عن مسيرة امتدت لـ 18 عامًا في قلعة “الذئاب” الإيطالية روما.
لم يسر دي روسي على خطى قائد روما السابق وملهمها فرانشسيكو توتي الذي أعلن أنه لن يلعب لأي نادٍ آخر غير روما، بل قال دي روسي إنه سيبحث عن مغامرة كروية جديدة وهو في الخامسة والثلاثين من عمره في مكان آخر دون تحديد الوجهة.
كذلك كريستيانو رونالدو، الذي أعلن في صيف 2017 في مقابلة مع قناة ريال مدريد أنه باقٍ مع الفريق حتى اعتزاله، ولكن بعد تمام عام كامل طلب تجديد عقد بزيادة راتب، الأمر الذي رفضته إدارة ريال مدريد معللة ذلك بـ”أنها لا تريد كسر سلم الرواتب لديها”، فتركت خيار الرحيل لرونالدو الذي غادر إلى سور “السيدة العجوز”، الأمر الذي جعل جمهور ريال مدريد في حيرة من أمره، أيغضب لرحيل أسطورته الحية أم يحزن لفراقه؟
وبين مسيرة رونالدو ومسيرة دي روسي ورغبة راموس وسلطة ميسي، يبقى الولاء الجماهيري لقائد الفريق هو الأكثر تأثيرًا واستمرارية، حتى لو رحل اللاعب أو اعتزل أو مات، وفي يوهان كرويف العبرة الأكبر.