مربو الأسماك في درعا ينتظرون  الفرج

  • 2019/06/09
  • 11:13 ص

قارب صيد في بحيرة مزيريب بدرعا 2018 (sy24)

عنب بلدي- درعا

تمثل تربية الأسماك واحدًا من قطاعات الثروة الحيوانية المهمة في البلاد، وتنفرد كل منطقة بظروفها ومشكلاتها في مواجهة تحديات هذه الصناعة والحفاظ عليها كمصدر غذائي واقتصادي، لكنه يشهد، إلى جانب القطاعات الأخرى، تهديدات عديدة، أدت إلى ارتفاع أسعار الأسماك إلى مستويات لا تتناسب مع قدرة المشترين.

الأعلاف والوقود والصيد الجائر وجفاف بعض الموارد المائية، هي أبرز المشاكل التي تضغط على مربي الأسماك في درعا، وترفع باستمرار تكاليف الإنتاج وتدفع باتجاه زيادة الأسعار.

فقد وصل سعر كيلو السمك الحي في درعا إلى ألفي ليرة سورية، ما جعل المواطنين يحجمون عن شرائه، إذ تصل تكلفة وجبة لعائلة واحدة نحو 10 آلاف ليرة، وهو ما لا يتناسب مع الدخل، وسط الظروف الاقتصادية المتردية التي تعيشها البلاد.

ويختلف سعر السمك بين الهبوط والارتفاع بحسب نوعيته ومصدره، فسعر الكيلو من نوع “مشط” يصل إلى ألفي ليرة، بينما يصل الكيلو من نوع “كرب” إلى 18 ألف ليرة.

وقد عزف الكثير من المربين عن إعادة تشغيل مزارعهم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، التي لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها في التعليف.
“أبو يعقوب” مرب سابق للأسماك، قال لعنب بلدي إن التربية أصبحت مكلفة ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وتوقف دعمها من الدولة، بل أيضًا غلاء المازوت، فسعر الليتر الواحد 500 ليرة سورية (تقريبًا دولار أمريكي)، وتحتاجه المزارع لتشغيل المولدات بهدف تبديل مياه الأحواض أو رفدها بشكل دوري.

كما يلعب المناخ دورًا في التربية، فبعض الأسماك يؤثر عليها المناخ البارد فيموت قسم كبير منها في فصل الشتاء، وفق “أبو يعقوب”، مشيرًا إلى أن ذلك يؤثر بطبيعة الحال في حجم الإنتاج.

وتعتبر البحيرات الطبيعية والسدود مصدرًا رئيسيًا للأسماك للسوق المحلية في المحافظات الجنوبية، كما تعتبر بيئة مناسبة للتربية بسبب تجدد مياهها التلقائي ونمو الأعشاب المائية، ولكن “الصيد الجائر” والعشوائي، وخاصة الأسماك الصغيرة والأمهات، أثر في إنتاجية البحيرات، بحسب “أبو يعقوب”.

وتعد “مزيريب”، وهي البحيرة الأهم بالريف الغربي لمحافظة درعا وأكبرها، المصدر الأساسي حاليًا للأسماك في درعا، إذ أصبح الاعتماد عليها كبيرًا بعد جفاف بعض البحيرات الأخرى، كبحيرة زيزون.

كما أدى جفاف بعض السدود خلال انخفاض معدل الإمطار في السنوات الماضية إلى تفاقم مشكلة تربية الأسماك، فتراجع الإنتاج وانخفض في الأسواق، وفق ما رصدت عنب بلدي.

ورغم تراجع القطاع، يأمل مربو الأسماك وتجارها أن تنتعش سدود درعا هذه السنة، بعد الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها المنطقة الجنوبية شتاء العام الماضي، راجين أن تحمل المياه ثروتها إلى درعا.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية