متحف قلعة المضيق.. اتهامات بالتخريب يفنّدها المجلس المحلّي
عنب بلدي – ريف حماة
حافظت بلدة قلعة المضيق خلال أعوام سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها على رمزيتها التراثية، لقربها من مدينة أفاميا الأثرية واحتوائها على عدد من المعالم السياحية كقلعتها ومتحف الفسيفساء.
ومع سيطرة النظام السوري على البلدة في أيار الماضي، عمدت كاميرات وسائل الإعلام الرسمية والموالية للنظام للإيحاء بـ “قدر كبير من التخريب” طال تلك الآثار على يد فصائل المعارضة السورية.
عرضت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” في 21 من أيار الماضي صورًا لقطع أثرية في متحف “أفاميا للفسيفساء”، قالت إنها كانت معدّة للتهريب.
ونشر موقع “روسيا اليوم” الروسي، تقريرًا مصورًا في 13 من أيار الماضي، قال فيه إن فصائل المعارضة نهبت وحطمت آثار متحف قلعة المضيق، وحوّلت المواقع التاريخية إلى مقرات لها.
كما نشر الموقع تقريرًا في 4 من حزيران الحالي، نقل فيه عن مدير آثار حماة، عبد القادر فرزات، قوله إن المتحف الذي يحتوي عددًا كبيرًا من لوحات الفسيفساء “تعرض للتخريب وتكسير قاعات العرض، ومحاولة تحطيم الأوابد الموجودة في باحته، من تيجان وأعمدة، وخاصة العمود الزمني الذي يقيس المسافات، (بين مدينة أفاميا ومدينة الرفنية)”، مؤكدًا أن ثمة “قطعًا مفقودة من المتحف لكن لم يتم حصرها وعمليات جردها بعد”.
عنب بلدي تواصلت مع المجلس المحلي لقلعة المضيق، الذي غادر أعضاؤه البلدة بعد سيطرة قوات النظام عليها، ونفى بدوره أن تكون المناطق الأثرية قد تعرضت للسرقة أو التخريب المتعمد.
ترميم وتنظيف
يؤكّد رئيس المجلس المحلي لبلدة قلعة المضيق، ناصر السعيد، أنّ أهالي البلدة حافظوا خلال السنوات الماضية على المناطق التاريخية والمعالم الأثرية الموجودة في المنطقة.
ويضيف السعيد في حديث لعنب بلدي، “قمنا في المجلس المحلي على مدار السنوات الماضية بترميم ما تعرض له المتحف من القصف والدمار، عبر منظمات داعمة، بتأمين لوحات فسيفساء بطبقة من الرمل والإسمنت للحفاظ عليها من الدمار والاندثار”.
ويؤكّد جمال حميد، الرئيس السابق للمجلس المحلي، على كلام السعيد، ويقول، “نحن رممنا المتحف بالتعاون مع المركز العربي لحماية التراث في مدينة معرة النعمان، وقمنا بأكثر من جولة لتنظيف المتحف من الأعشاب والأتربة والتخريب الحاصل من بعض القذائف التي أصابت سقفه، ونظفناه من الأتربة”.
وكانت صفحات موالية للنظام السوري نشرت صورًا للوحات فسيفساء مغطاة بالرمال، وهو ما اعتبرته دليلًا على التخريب أو التحضير للتهريب.
حميد ردّ على تلك الاتهامات في حديثه لعنب بلدي قائلًا “قمنا بالتعاون مع المركز العربي لحماية التراث بتنظيف اللوحات ووضعنا عليها أقمشة وحميناها بأكياس الرمل بهدف حمايتها من التضرر أو الكسر أو السرقة”، مؤكدًا ان الصور التي نشرت تؤكد أن اللوحات كانت محمية.
وكانت بلدة قلعة المضيق تعرّضت خلال أعوام سيطرة فصائل المعارضة عليها لقصف متكرر، أدى إلى مقتل العشرات من أبنائها وموجات نزوح سكاني، فضلًا عن تضرر في البنى التحتية، وهو ما وضع الأماكن الأثرية في المنطقة في ظل خطر التخريب.
متحف الفسيفساء
يحمل متحف “أفاميا للفسيفساء”، والواقع في بلدة قلعة المضيق، أهمية تراثية كبرى، على اعتبار أنه متحف الفسيفساء الوحيد في سوريا، والذي يحفظ ويوثّق أعرق الحضارات التي تعاقبت على سوريا.
يضم المتحف مجموعة من اللوحات المهمة، ووفق تقرير منشور في صحيفة “الشرق الأوسط” عام 2005 عن المتحف، فإنه يحتوي لوحة “فسيفساء سقراط” التي تمثل سقراط وحوله ستة حكماء، وتعود إلى عامي 362 ـ 363 م.
إضافة إلى لوحة “الحوريات” التي عُثر عليها في مدينة أفاميا التاريخية، ويعود تاريخها إلى عامي 362 ـ 363م.
وبحسب الموقع الرسمي لمديرية المتاحف والآثار التابعة لحكومة النظام السوري، فإن المتحف كان خانًا يستقبل قوافل للحجاج والمسافرين، وبُني في عهد السلطان العثماني سليمان العظم.
وتشير المديرية إلى أن البناء أُهمل وتعرض للتغييرات في معالمه، إلى أن بدأت أعمال الترميم في عام 1978، وانتهت في عام 1982، وافتتح كمتحف “أفاميا” في نفس العام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :