يعالج كتاب “جنسانية أم كلثوم” قضية اتهام الأسطورة المصرية بالمثلية الجنسية، معتمدًا على دراسة تحليلية لعلاقة “كوكب الشرق” بجمهورها من جهة، وأقاويل بعض الفنانين من جهة أخرى.
حاول مؤلف الكتاب، العراقي موسى الشديدي، الإضاءة على تفاصيل أخرى عن حياة أم كلثوم، منذ بدايتها، في صورة تخيلية للحظات الولادة الأولى، وكلام الجارات وأحاديثهن عن المولودة الجديدة، ثم غنائها في الريف المصري بزي رجل، وعلاقتها بمجتمعها المنغلق وأهلها، وحتى انتقالها إلى العاصمة المصرية القاهرة لاحقًا، والتغيير الذي بدأ يظهر رويدًا رويدًا.
كما يستعرض الكتاب علاقتها بعشاقها، الشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي، وكلامهما عنها، كما يشير إلى زواجها لاحقًا.
أوضح الكتاب القصير، الذي لا تتجاوز عدد صفحاته 42 صفحة، سيطرة أم كلثوم على جمهورها العاشق لها، وهذا ما جعل الجمهور، بحسب الكتاب، يتغاضى عن بعض الصفات الجسمانية التي تتحلى بها أم كلثوم، ليقع تحت سيطرتها بشكل كامل، متجاهلًا أقاويل انتشرت في أثناء حياتها عن ميولها الجنسية، وإشاعات تحدثت عن إقامة صديقة لها في بيتها بشكل دائم.
كما يصف الكتاب قوة شخصية أم كلثوم، وإدراكها الواسع لمجتمعها، وتصنيفاته وميوله، وربط هذا الحضور الكبير بطبيعة صوتها.
أثار الكتاب منذ صدوره في بداية العام الحالي الكثير من الجدل، وهو إذ يتجاوز المحظور في الكلام عن أسطورة عربية يستمع لأغانيها مختلف الأجيال والأعمار، يذهب باتجاه الدفاع عن خصوصيتها كإنسانة قبل كل شيء، في مواجهة من هاجم ميولها الجنسية “إن وجدت”، ومن اخترق خصوصياتها.
كما اعتمد الكاتب على بعض ما قاله مقربون من المطربة الراحلة، بعد جمع هذه الأقاويل وتحليلها، كما اقتبس مقطعًا من حديث للأديبة اللبنانية هدى بركات تروي فيه وجهة نظر مختلفة عن أم كلثوم وتفاصيل جسدها، وصوتها.
يبقى السؤال الذي يطرحه الكاتب، هل لو كانت أم كلثوم مثلية الجنس سيتوقف الناس عن الاستماع لها؟ وهو السؤال الذي طرحه الكاتب في لقاء سابق مع أحد المواقع العربية.
نشر الكتاب في شهر شباط من هذا العام، ويقع في 42 صفحة، وصدر عن دار أمجد للتوزيع والنشر.