عنب بلدي – ريف حلب
تستعد منشآت طبية وصحية في الشمال السوري لتفعيل تقنية ألواح الطاقة الشمسية، وتسخيرها في مجال الإنارة كبديل عن المولدات الكهربائية ومصادر الطاقة الأخرى، التي تكلف مبالغ كبيرة، فضلًا عن الآثار السلبية التي يخلفها استخدامها على البيئة.
تشرف منظمة “بنفسج” منذ 12 من كانون الأول 2018 على مشروع لإنارة 15 منشأة طبية وصحية بالطاقة الشمسية في الشمال السوري، على أن يدخل المشروع حيز التفعيل خلال حزيران الحالي.
المشروع يشمل منشآت تتوزع في أرياف محافظتي حلب وإدلب، وهي: بنك الدم في الأتارب، مركز العيادات في الأتارب، مركز الهوتة، مركز معرة الأرتيق، مركز قبتان الجبل، مركز كفر نوران، مركز بابكة، مركز العيس، وجميعها تقع في ريف حلب.
أما في محافظة إدلب فيشمل المشروع المراكز الصحية التي تقع في احسم، كفر عويد، كفر سجنة، معرة حرمة، أورم الجوز، حفسرجة، كفرومة.
نحو الاستغناء عن المولدات الكهربائية
المسؤول الإعلامي في منظمة “بنفسج”، مسلم سيد عيسى، يقول لعنب بلدي إن اختيار المراكز جاء بناء على دراسة أجراها مختصون لقياس إمكانية تركيب المنظومة، شملت الدراسة مساحة الأسطح وحسابات الظل والاستطاعة الممكنة وعدد المستفيدين وساعات العمل المطلوبة.
وأضاف سيد عيسى أن كل منشأة طبية ستكون مضاءة بالكامل عبر ألواح الطاقة الشمسية، ولن تحتاج لأي إضافات أو أدوات أخرى، مشيرًا إلى أن استطاعة المنظومة الشمسية تختلف من مركز إلى آخر حسب حاجة كل مركز على حدة، إلا أن الاستطاعة بشكل عام تتراوح بين خمسة إلى 27 كيلو واط، حسبما قال.
وعن أهمية مشاريع كهذه، ترى منظمة “بنفسج”، العاملة في مجال الإغاثة والمجال الإنساني في الشمال السوري، أن العمل بأنظمة الطاقة الشمسية يساعد على الاستغناء تدريجيًا عن المولدات الكهربائية ومصادر الطاقة الأخرى نظرًا لكلفتها المرتفعة والآثار السلبية التي يخلفها استخدامها على البيئة.
وقال المسؤول الإعلامي في المنظمة، مسلم سيد عيسى، إن مشروع إنارة المستشفيات بالطاقة الشمسية “سيخفض التكلفة إلى الصفر تقريبًا، بالإضافة إلى الهدوء الذي يضفيه على المنطقة، فضلًا عن كونه مشروعًا غير مضر بالبيئة”.
ويعاني قطاع الكهرباء في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة من مصاعب عدة، تتمثل في تضرر شبكات التوتر العالي بسبب القصف وأعمال السرقة، إذ تشهد تلك المناطق عمومًا انقطاعًا مستمرًا للكهرباء.
وفي إطار ذلك، أطلقت “المؤسسة العامة للكهرباء”، التابعة لحكومة “الإنقاذ”، خطة لتأهيل وصيانة الأبراج ومد شبكات التوتر العالي في محافظة إدلب، وفق ما أعلنت المؤسسة عبر معرفاتها الرسمية في شباط الماضي.
مشاريع عززت أولوية الطاقة الشمسية في سوريا
توجهت الأنظار في السنوات الأخيرة من الحرب السورية نحو ابتكار بدائل تقنية تعمل على سد النقص الحاصل في القطاع الخدمي للمواطنين في الداخل، تلك الابتكارات جاءت بفعل تسخير التكنولوجيا المتوفرة والاستفادة من الطاقات الكامنة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وتحديدًا تلك التي تشهد استقرارًا نسبيًا يسوده تحسن في الخدمات المقدمة للمواطنين.
بالحديث عن الكهرباء التي عانى السوريون من انقطاعها نتيجة خروج منظومة الكهرباء والبنية التحتية عن الخدمة بفعل النزاعات، كانت ألواح الطاقة الشمسية الحل الأمثل والأبرز في بعض المناطق، التي اتجهت إلى نشر ثقافة الطاقات البديلة لتوليد الكهرباء، تكون متوفرة ونظيفة.
إذ بدأ المجلس المحلي في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، العام الماضي، بتنفيذ مشروع إنارة الطرقات بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وذلك بالتعاون مع البرنامج الإقليمي السوري في مؤسسة “كيمونيكس”.
كما اعتمدت مستشفى نوى في ريف درعا على الطاقة الشمسية، حين كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في أيلول 2017، بعد تركيب المجلس المحلي للمدينة مئات الألواح والبطاريات، ضمن مشروعٍ وصفه أهالي المنطقة بأنه “الأضخم” في الجنوب من حيث التكلفة والمعدات.
كيف تعمل الخلايا الشمسية؟
يقول المهندس جمال الحسين من بلدة بالا، في حديث سابق لعنب بلدي، إن الألواح الشمسية تتألف من خلايا ضوئية تسمى (Photovoltaic) توجد داخل اللوح الواحد على شكل مصفوفة ذات بعدين، وتوضع الألواح بشكل منتظم ومتقارب.
ويضيف، “واحدة من أهم المزايا أننا قادرون على الجمع بين أعداد مختلفة من الخلايا لتوفير قدر أكبر من الكهرباء، وهذه الطريقة تجعل من الكهرباء المولّدة من الشمس خيارًا قابلًا للبقاء فترات أطول لتزويد الطاقة للبيوت والشركات”.