أسباب دفعت قوات الأسد لفتح محور القصابية جنوبي إدلب

  • 2019/06/06
  • 1:24 م

عناصر من قوات النمر التابعين لقوات الأسد في مشارف ريف حماة أيار 2019 (قوات النمر على فيس بوك)

في صبيحة اليوم الثالث من شهر حزيران الحالي استأنفت قوات الأسد والميليشيات المساندة عملياتها العسكرية في الشمال السوري من محور لم يكن متوقعًا، تركز على الجهة الشمالية الغربية لبلدة كفرنبودة التي سيطرت عليها مؤخرًا، في أيار الماضي.

ورافق العملية العسكرية قصف جوي مكثف على قرى وبلدات الريف الجنوبي لإدلب، على بلدة الهبيط والمناطق المحيطة بها، الأمر الذي كان عاملًا مساعدًا في التقدم الذي أحرزته قوات الأسد في الساعات الأولى.

تركّز المحور، غير المتوقع، باتجاه بلدة القصابية التي تعتبر أول قرية في الريف الجنوبي تزحف إليها قوات الأسد في إطار العملية العسكرية الحالية، وتمكنت من السيطرة عليها بشكل كامل، وأتبعتها بعدة مناطق محيطة بها، في غالبيتها مزارع وأراضٍ مكشوفة.

والمناطق التي سيطرت عليها في محيط القصابية هي: قرى الحردانة والحميرات والقاروطية وغراثة في ريف حماة الغربي.

تغيير خط السير

وبقياس سير العمليات العسكرية في الأيام الماضية مع الوقت الحالي، يتبين أن قوات الأسد أوقفت المحور العسكري الذي فتحته في بداية العملية العسكرية بشكل كامل، والذي يتركز في منطقة سهل الغاب في الجهة الغربية من جبل شحشبو، إذ وصلت إلى بلدة الحويز وسيطرت عليها دون أن تكمل زحفها إلى باقي المناطق.

توقف محور سهل الغاب لم يكن مفاجئًا، إذ اصطدمت بتصدٍ من جانب فصائل المعارضة على رأسها “الجبهة الوطنية للتحرير”، والتي اتجهت لاستخدام الصواريخ المضادة للدروع في صد تقدم قوات الأسد، والتي أجبرت على تغيير المحور العسكري، ليكون باتجاه القصابية التي تعتبر من المناطق “الاستراتيجية” في المنطقة الفاصلة بين ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

أسباب عدة تقف وراء فتح محور قرية القصابية من جانب قوات الأسد، وبالسيطرة عليها تمكنت من ضم عدة مزارع مكشوفة في محيطها، معظمها في الريف الجنوبي لإدلب، بمعنى أنها أردات إحداث خرق في القاعدة الجنوبية وخطوط الدفاع عن محافظة إدلب.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، تحاول قوات الأسد حصار منطقة جبل شحشبو بشكل كامل، من خلال السيطرة على دير سنبل ووادي حلت الجوز عن طريق المحور الذي تسير فيه من القصابية، إلى جانب السيطرة على بلدة الحويجة من الجهة الغربية شمالي بلدة الحويز.

منطقة استراتيجية

وفي حديث لعنب بلدي، قال “المرصد 20″، الذي يغطي التطورات الميدانية في ريف حماة اليوم، الخميس 6 من حزيران، إن قرية القصابية تعتبر من المناطق “الاستراتيجية” في ريف إدلب الجنوبي.

وأضاف أن سيطرة قوات الأسد على القصابية، تمكنها من كشف منطقة جبل شحشبو والسيطرة ناريًا عليه.

وأوضح القيادي في “جيش العزة”، مصطفى معراتي، أن قوات الأسد تحاول تأمين بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي الغربي لحماة، كون القصابية منطقة حاكمة لها.

وقال معراتي لعنب بلدي، اليوم، إن قوات الأسد تحاول التمدد حاليًا إلى ما بعد القصابية، في إشارة منه إلى المواقع التي تقع إلى الجهة الشمالية منها.

وتتركز أهمية جبل شحشبو كونه منطقة مطلة على سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ويعتبر امتدادًا لجبل الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب.

على الجهة الجنوبية فإن السيطرة على جبل شحشبو تؤمّن قلعة المضيق وكفرنبودة ومزارع قيراطة، ومن الشرق يطل على بلدات ريف إدلب الجنوبي.

ولا يزال الجيش التركي محتفظًا بنقطة المراقبة العسكرية التي أنشأها في جبل شحشبو في منطقة شير المغار.

ورغم العمليات العسكرية والقصف في محيطها، لم يسحب أي عنصر منها، بل على العكس استمر بإرسال التعزيزات لها.

وفي 4 من حزيران الحالي، أفاد مراسل عنب بلدي في ريف حماة أن رتلًا عسكريًا تركيًا عبر سهل الغاب ووصل إلى نقطة المراقبة التركية في قرية شير مغار بريف حماة الغربي.

وأضاف المراسل أن الرتل مكون من ست مصفحات عسكرية ونحو عشر سيارات دفع رباعي.

ومنذ مطلع 2018، ثبت الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في 22 من أيار الماضي، إن بلاده لن تسحب قواتها العسكرية من محافظة إدلب، في ظل تصعيد عسكري من قوات الأسد تجاه المنطقة.

وتابع آكار، “القوات المسلحة التركية لن تنسحب من نقاط المراقبة في إدلب بكل تأكيد”.

خريطة توضح آخر التطورات الميدانية في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي – 6 من حزيران 2019 (lm)

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا