الأمم المتحدة: الغذاء تحول إلى “سلاح حرب” في سوريا

  • 2019/06/04
  • 6:23 م

حرائق في الأراضي الزراعية في محيط مدينة مورك شمالي حماة جراء الفصف من قوات الأسد 25 أيار 2019 (الدفاع المدني السوري)

اعتبرت الأمم المتحدة أن إحراق المحاصيل الزراعية في الشمال السوري أثناء الحملة العسكرية على إدلب، حوّل إمدادات الغذاء إلى “سلاح حرب” في سوريا.

وقال المتحدث باسم برنامج “الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، هيرفيه فيرهوسيل، اليوم الثلاثاء 4 من حزيران، أن ”أحدث تفجّر للعنف في إدلب وشمال حماة خلف عشرات الضحايا وأحرق آلاف الفدادين من المحاصيل الضرورية والأراضي الزراعية”.

وأضاف، “محاصيل مثل الشعير والقمح والخضر تعرضت للتلف، تدمير المزارع والقطاع الزراعي غير مقبول”، إلى جانب فرار ما لايقل عن 300 ألف شخص من منازلهم، بحسب ما نقلت عنه وكالة “رويترز”.

وأشار البرنامج الأممي في تقريره اليوم، إلى أن كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية تلك الحرائق، مضيفًا أن “المزارعين لم يتمكنوا من الوصول إلى حقولهم أو الاعتناء بمحاصيلهم المتبقية خلال موسم الحصاد مع تنافس الطرفين المتحاربين على السيطرة والأرض“.

وتابع، ”المهم بالنسبة لنا أنه من غير المقبول أخذ السكان المدنيين رهينة مرة أخرى باستخدام الغذاء وتوزيعه سلاح حرب“.

ووفقًا للوكالة فإن صورًا جديدة التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت حقولًا وبساتين فاكهة وزيتون تحترق في الشمال السوري، في ظل حملة عسكرية واسعة تشنها قوات الأسد وحليفها الروسي على مناطق المعارضة في المنطقة.

من جهة أخرى، أشار البرنامج الأممي إلى أن حرائق أخرى نشبت في مناطق بعيدة عن القتل في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وقدرت أن نسبة 5% من المحصول السوري الحالي تأثر بشكل عام جراء تلك الحرائق.

وسجلت أرياف إدلب وحماة وحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، حرائق واسعة خلال الأسابيع الماضية، ناجمة عن استهدافها بقذائف صاروخية من قوات الأسد، بحسب “الدفاع المدني”.

واتهم فريق “الدفاع المدني السوري” كلًا من النظام والروس بافتعال تلك الحرائق عبر قصف الأراضي الزراعية بقذائف محملة بمواد حارقة ومحرمة دوليًا لحرق أكبر مساحات من تلك الأراضي.

وقال مدير “الدفاع المدني”، رائد الصالح، في حديث إلى عنب بلدي، “قام النظام بحملة استهدفت الغذاء الأساسي الذي يقتات عليه الناس، الأراضي الزراعية، ونحن الآن نعيش فترة الحصاد في سوريا”.

وتابع الصالح، “تم استهداف 334 حقلًا زراعيًا بمواد حارقة بشكل مباشر لإتلافها بشكل كامل، وهذا دليل على أنها ليست فقط حملة تهجير، وإنما سياسة التجويع التي اتبعها سابقًا في ريف دمشق وداريا والزبداني ودرعا وحمص، يعود ليستخدمها في شمال سوريا ولكن بشكل آخر”.

بينما أحصت “الإدارة الذاتية” في مناطق شرق الفرات، عدد الحرائق والمساحات التي خسرتها الأراضي الزراعية التي طالتها النيران في المنطقة حتى اليوم.

وقالت وكالة “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية، اليوم الأحد 2 حزيران، إن عدد الحرائق في إقليم الجزيرة وصل حتى اليوم إلى 69 حريقًا، قضت على 4175 هكتارًا من الأراضي الزراعية.

وأقر تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر صحيفة “النبأ” التابعة له في عددها “183”، في 24 من أيار الماضي، بمسؤوليته عن تلك الحرائق التي طالت الأراضي الزراعية في سوريا والعراق، وبررها بأنها تستهدف من وصفهم بـ “المرتدين”.

مقالات متعلقة

  1. تقرير: تأثير كبير للصراع في سوريا على الأمن الغذائي
  2. القطاع الزراعي في سوريا.. تراجع كبير ينذر بكارثة قومية
  3. محاصيل استراتيجية تتراجع في سوريا.. تنهك الاقتصاد وتهدد الأمن الغذائي
  4. هطولات مطرية تضر بالكمون والمحاصيل الصيفية شمالي سوريا

سوريا

المزيد من سوريا