رأفت الهجان.. أشهر مسلسلات محمود عبد العزيز
في ظل الوضع السياسي العربي المتردي، واحتلال الأراضي العربية من قبل إسرائيل، والحرب الأهلية اللبنانية، وارتدادات اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية وتأثيراتها على الوضع العربي، وتحييد مصر والمقاطعة التي تعرضت لها من الدول العربية، ظهر مسلسل رأفت الهجان في عام 1988، ليحقق جماهيريةً قلما حققها عمل فني عربي.
ويروي الجيل السابق من العرب كيف كانت تخلو الشوارع من الناس في وقت عرض المسلسل، ربما هي الحاجة إلى بطل يعيد للشعوب شيئًا من أمجادها في العصور السابقة، وربما هو عمل فني يبث الأمل في نفوس اليائسين، ويعدهم بغد أفضل.
رأفت الهجان يثير الجدل
منذ عرضه قبل أكثر من 30 عامًا لم يتوقف الجدل عن شخصية الجاسوس المصري الشهير رفعت الجمال (الذي صوره المسلسل بشخصية رأفت الهجان)، سواءً من قبل إسرائيل، والتي حاولت مرارًا نفي اختراقها من قبل المخابرات المصرية، قائلة إن الهجان لم يكن سوى عميلًا مزدوجًا.
والمسلسل من سيناريو صالح مرسي للمخرج يحيى العلمي، بينما ألف الموسيقي عمار الشريعي.
https://www.youtube.com/watch?v=_BVBYv0Oj9U
ورد مفكرون وضباط مخابرات مصريون على الأقاويل الإسرائيلية، وأكدوا أن الهجان كان بطلًا قوميًا، نجح باختراق المجتمع الإسرائيلي وقيادته على أعلى المستويات، وكان سببًا رئيسيًا في انتصار مصر في “حرب أكتوبر” عام 1973.
وممن رد على إسرائيل كاتب الروايات البوليسية، الدكتور نبيل فاروق، والذي فند في حديث مع قناة “صدى البلد” المصرية، ضمن برنامج “آخر الأسبوع” في 7 من نيسان 2017، الادعاءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن المخابرات المصرية أبرزت بيانات جاسوسها بشكل كامل عكس ما فعلت إسرائيل، متسائلًا “من هو المستفيد الأخير؟”.
كما أشار فاروق إلى أن مصر حصلت على خرائط “النابالم” من الهجان، وهذه الخرائط كانت سببًا رئيسيًا في انتصار مصر في “حرب أكتوبر”.
ولا يزال الجدل قائمًا حتى اليوم.
أحد أشهر المسلسلات العربية
يتكون مسلسل رأفت الهجان من ثلاثة أجزاء، ويحكي قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال، والذي استطاعت مصر زراعته داخل المجتمع الإسرائيلي، ليصل بعلاقاته إلى أعلى مستويات الجيش والمخابرات الإسرائيلية.
ويروي العمل تفاصيل الحكاية منذ ما قبل لقاء الهجان بضابط المخابرات محسن ممتاز ومغادرته إلى إسرائيل، وعمله في السياحة في “تل أبيب” وحتى مغادرته إسرائيل نهائيًا في عام 1973، مبرزًا تفاصيل كثيرة عن علاقته بالمخابرات المصرية وكيفية تجنيده، ومعطيًا بعدًا إنسانيًا لشخصية الهجان، من خلال التركيز على لحظات إنسانية وعاطفية، وخوفه من الانكشاف، ومشاعر التناقض لديه في لحظات الهزيمة العربية في عام 1967.
عرض المسلسل للمرة الأولى في عام 1988، وحقق نجاحًا مذهلًا، وهو من بطولة محمود عبد العزيز ويسرا ويوسف شعبان ونبيل الحلفاوي وحسن مصطفى.
حقق المسلسل شهرةً كبيرةً لبطله محمود عبد العزيز، وبعد وفاته نعته المخابرات المصرية.
محمود عبد العزيز.. الساحر
ولد الممثل المصري محمود عبد العزيز في 4 من حزيران عام 1946 في مدينة الإسكندرية المصرية، وبدأ مشواره الفني في السبعينات، والتي شارك خلالها في فيلم “الحفيد”.
شارك عبد العزيز في أكثر من 50 فيلمًا سينمائيًا، ومنها أفلام تعد من الأفضل في تاريخ السينما المصرية والعربية، كـ “البريء”، “شفيقة ومتولي”، “العار”، “الكيف”، “الساحر” وفيلم “إبراهيم الأبيض”.
وقام ببطولة فيلم “الكيت كات” والذي حقق له مكانةً فنيةً مرموقة، وحاز عنه جائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي ومثلها من مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
كما قام ببطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها “جبل الحلال” و”باب الخلق”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :