“واشنطن بوست”: الأسد يدعو السوريين للعودة ويستقبلهم بالاعتقال والتحقيق
تعرض الكثير من السوريين العائدين إلى مناطق سيطرة النظام السوري للاستجواب والتحقيق، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير نُشر أمس 2 من أيار.
اعتقل قرابة ألفي شخص بعد عودتهم إلى سوريا خلال العامين الماضيين حسب تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وأجبر العديد على التبليغ عن أقربائهم وتعرضوا للتعذيب حسبما نقلت الصحيفة وترجمت عنب بلدي.
وحتى بالنسبة لمن عقدوا “مصالحات” مع النظام السوري في المناطق التي استرجعها من سيطرة قوات المعارضة خلال العامين الماضيين، تبين في الكثير من الحالات أن الضمانات المقدمة من النظام كانت فارغة.
ووثقت الجماعات المحلية تعرض 500 على الأقل للاعتقال في مناطق درعا والغوطة الشرقية وجنوبي دمشق، وقالت الأمم المتحدة إن 380 شخصًا تعرضوا للاعتقال في درعا الشهر الفائت وإن اثنين على الأقل قتلا عند اعتقالهم.
ونقلت الصحيفة شهادة عدد من العائدين الذين تعرضوا للاعتقال، والذين لم تفصح عن أسمائهم لحمايتهم من الملاحقة الأمنية، قال أحدهم “لو علمت بما أعلمه الآن، ما كنت لأعود أبدًا”.
وتابع قائلًا إنه تعرض للمضايقة لأشهر من قبل قوات الأمن الذين أتوا إلى بيته مرارًا وأوقفوه على الحواجز لتفتيش هاتفه. وأضاف “ما زال الناس يتعرضون للاعتقال من قبل قوات الأمن، والناس يعيشون بين الريبة والخوف”.
غادر سوريا أكثر من خمسة ملايين شخص منذ بدء الصراع وأكثر من ستة ملايين نزحوا ضمنها، وتقدر الأمم المتحدة عودة 164 ألفًا على الأقل إليها منذ عام 2016، ولكنها لم تتأكد إن كانت وجهتهم مناطق المعارضة أو النظام.
وكشف استطلاع حديث أجرته “الرابطة السورية لكرامة المواطن”، بعد مقابلتها 350 شخصًا من العائدين، أن 75% من العائدين لمناطق النظام تعرضوا للمضايقات على الحواجز الأمنية وفي المكاتب الحكومية أو في الشارع، أو تم تجنيدهم رغم وعود إعفائهم، أو تعرضوا للاعتقال.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين قولهما إن المسؤولين السوريين عبروا في لقاءات مع ممثلي الأمم المتحدة عن عدم رغبتهم باستقبال الأفراد ذوي الصلات بالمجموعات المعارضة والناشطين في الإعلام والعمل الإنساني.
وتحدث أحد العائدين عن تجربته، وقيامه بدفع رشوى كبيرة لمسؤولين مهمين قبل قدومه إلى سوريا، لكنه تعرض للتحقيق والاعتقال فور وصوله، وأضاف، “كانوا على علم بكل شيء عما فعلته خارجًا، وما هي المقاهي التي جلست بها، وعلموا حتى بالوقت الذي جلست فيه مع معارضين خلال مباريات كرة القدم”.
وبينت الوثائق المسربة الأخيرة من “مركز العدالة والمساءلة” في سوريا، تزايد أعداد المخبرين في الأجهزة الأمنية السورية، وهو ما عزته الصحيفة نقلًا عن باحثين ودبلوماسيين غربيين إلى رغبة أجهزة الأمن بالاستفادة من العائدين في توسيع نطاقهم الاستخباراتي وملء الثغرات في معلوماتهم والتي خلفتها الحرب.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :