يعاني السوريون من تعطل سياراتهم بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بسبب الشوائب التي تحملها المحروقات المصفاة بالطرق التقليدية وغلاء أسعار المحروقات المصفاة بشكل نظامي، لذا يلجؤون إلى استخدام مادة «الأوكتان»
أبو عبد اللطيف، أحد سكان قرية بشقاتين، وسائق ميكرو باص على خط حلب الزربة، تحدث لعنب بلدي عن معاناته بسبب المازوت المكرر يدويًا «كل أسبوع يجب أن أذهب إلى الميكانيكي لكي أنظف مضخة المازوت والبخاخات، والمشكلة دائمًا بسبب المازوت، مع أنني لا أشتري إلا نوعية ممتازة؛ يكلفني الأمر قرابة 3 آلاف ليرة إضافةً إلى تغيير مصفاة المازوت كل مرة».
محروقات رديئة
وفي السياق تحدث أبو الفضل، وهو يعمل بتصليح السيارات في محلّه في بلدة أورم الكبرى، أن أغلب السيارات التي تتعطل هي من الطراز الحديث التي تعمل مضخة المازوت فيها على حساسات كهربائية حساسة جدًا لنوعية المازوت».
وبمجرد وجود أي شائبة تتوقف السيارة أو تسير بشكل بطيء جدًا في أحسن الحالات، وفق أبو الفضل، مؤكدًا أن السيارات القديمة لا توجد فيها حساسات، الأمر الذي يفسر ارتفاع أسعار السيارات القديمة عن الحديثة بشكل ملحوظ.
وتقع المسؤولية على عاتق بائعي المحروقات الذين يخلطون المازوت العرعوري (المكرر) بالمازوت النظامي لجني مزيدٍ من الأرباح، وفق أبو عبد الله، أحد سكان قرية تل الكرامة، لافتًا أنه يشتري المازوت عن طريق وسيط يذهب إلى مناطق النظام رغم ارتفاع سعره.
ويقوم أبو عبد الله بتغيير مصفاة المازوت بشكل روتيني، محملًا المسؤولية لشرطة حلب الحرة لـ «متابعة الغش وملاحقة البائعين عن طريق أخذ عينات وتحليلها، وتحديد أسعار المحروقات حسب نوعها لكي لا يظلم أحد».
الأوكتان يخفف الأعطال
وكحل للمشكة يقول أبو ذر، المسؤول عن رحبة التصليح في لواء الشيخ عبد الله عزام، إن تقليل الأعطال ممكن بإضافة مادة «الأوكتان» -وهي منظف بخاخات- إلى الوقود عند تزويد السيارات به، إذ تساعد بالتخلص من الشوائب.
أبو علاء، وكيل لإحدى شركات صناعة الأوكتان، يشرح لعنب بلدي عن طبيعة عمل المادة، «تحتوي العلبة على الإلكانات الهيدروكربونية، مهمة هذه المواد رفع نسبة مادة الأوكتان في المحروقات للتخلص من الشوائب، وتحافظ أيضًا على حركة دوران المحرك فلا تسمح للوقود بالانفجار إلا في الوقت المناسب بعد ارتفاع الصباب بشكل كامل، ما يعطي أداء أفضل للسيارة».
وأضاف «قبل الثورة كانت المحروقات من نوعية جيدة وكنا نستخدم الأوكتان بنسبة علبة واحدة لكل 100 لتر لسيارات البنزين، ومثلها لكل 50 لتر مازوت كأمر روتيني للحفاظ على سلامة المحرك لكن الأمر اختلف الآن؛ المحروقات أصبحت سيئة جدًا، وأنصح كل السائقين بإضافة علبة في كل مرة يتم فيها تعبئة الخزان بالوقود للمحافظة قدر الإمكان على محرك السيارة بالإضافة لتغيير المصافي بشكل دوري».
وتعتبر هذه إحدى المشاكل التي يعاني منها السوريون منذ أكثر من 3 سنوات، بسبب امتناع النظام عن تزويد المناطق التي تخرج عن سيطرته بمقومات الحياة، وارتفاع الأسعار بشكل كبير على مختلف الأصعدة.