خطط لإصلاح الطرق في السويداء.. مواطنون يتحملون أعباء سوء التنفيذ

  • 2019/06/02
  • 12:00 ص

أعمال تأهيل طرقات في السويداء، 28 أيار 2019 (فيس بوك صفحة محافظة السويداء الرسمية)

السويداء – نور نادر

بينما تعلن محافظة السويداء عن بدء تنفيذ أعمال صيانة وتأهيل للطرق الزراعية والمحلية، يشتكي مواطنون في المحافظة من استمرار وضع الطرق التي خربتها أعمال الصرف الصحي دون إزالة كاملة للمخلفات وترميم للطرقات.

دفع ذلك قسمًا من أهالي السويداء إلى التشكيك بالمبالغ “الكبيرة” التي أعلنت عنها المحافظة لأعمال التأهيل، إضافة إلى التشكيك بنزاهة العمل ككل.

ما دعم تلك الشكوك اتخاذ بعض المواطنين مبادرات فردية لإصلاح طرقات في المدينة، دون تدخل حكومي لدعم هذه الأعمال.

خطط نموذجية بتنفيذ سيئ

ذكر المكتب الصحفي لمحافظة السويداء، عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك” في 28 من أيار الماضي، أن مديرية الخدمات الفنية بالسويداء بدأت بتنفيذ الخطة الاستثمارية لعام 2019 بتأهيل الطرق الزراعية والمحلية بعدة محاور على مساحة المحافظة ضمن مناطق مدن السويداء وشهبا وصلخد.

وأضاف المكتب الصحفي أن القيمة الإجمالية التقديرية للمشروع بلغت 200 مليون ليرة سورية (363 ألف دولار أمريكي تقريبًا)، منها 90 مليون ليرة لصيانة هذه الطرق بالإضافة إلى تنفيذ أعمال بقايا مقالع بقيمة 50 مليون ليرة من ميزانية إعادة الإعمار، مؤكدًا أن المديرية باشرت بمد قمصان إسفلتية للطرق المحلية والزراعية بقيمة تقديرية 110 ملايين ليرة سورية.

وبحسب المكتب، فإن المهندس أدهم وهاب، رئيس دائرة التخطيط والإحصاء في مديرية الخدمات الفنية بالسويداء، بيّن أن المديرية سوف تقوم قريبًا بشق وإنشاء طرق جديدة ضمن مناطق المحافظة بقيمة إجمالية تبلغ 125 مليون ليرة سورية.

التعليقات على منشور الإعلان حملت كمًا من التشكيك بنزاهة العمل، إذ اعتبر المستخدم رشيد عبيد، أن مبلغ عشرة ملايين ليرة سورية يمكن أن يكفي لهذا العمل “إذا تم بضمير”، بينما انتقد المستخدم ربيع الجمال عدم تنفيذ الخطة على الأرض، وتساءل “200 مليون والطرقات محفرة ومكسرة؟”.

عنب بلدي تواصلت مع مهندس مطّلع على المشروع فضل عدم نشر اسمه كاملًا لأسباب أمنية، للوقوف على حقيقة تنفيذ العمل ومناسبة المبلغ له.

وأوضح المهندس أن “الكلفة التقديرية متناسبة تمامًا مع الخطة الموضوعة من حيث عدد الطرقات ونوعية الإسفلت المستخدم، بينما تبيّن بعد بدء التنفيذ أن العمل غير متناسب مع القيمة”.

وبرر المهندس ذلك بأنّ “عملية التزفيت تحتاج لكشط الإسفلت القديم ووضع طبقة لاصقة من النوعية الممتازة قبل مد الطرقات بالإسفلت الجديد، في حين أن التنفيذ الحالي يتم بوضع طبقة رقيقة من الإسفلت دون أي إجراء مسبق، ما يعني أن الإسفلت الجديد سوف يبدأ بعد فترة استخدام بسيطة بالتقليع وإحداث حفر خطيرة طرقات المحافظة بغنى عنها”.

مبادرات إصلاح فردية

بتاريخ 24 من أيار الماضي، بدأ مجلس مدينة السويداء أعمال صرف صحي جديدة، بحسب ما ذكرته صفحة المجلس الرسمية على “فيس بوك”، موضحة أنّ التنفيذ يتم بحسب الأولوية ووفقًا لخطة عمله لعام  2019.

وذكرت الصفحة أنّ التنفيذ بدأ من حي “الفرسان” في المدينة، حيث قامت الورشات بتأهيل خط صرف صحي في الحي.

وعلمت عنب بلدي من مواطنين في الحي أن هذه الأعمال، ورغم حاجتهم إليها، لا تُنجز بشكل كامل، إذ تبقى الطرقات محفورة بشكل عشوائي، ما يدفع اللجان المحلية في الأحياء إلى شراء الإسفلت من مخصصات صندوق الحي لترميمها درءًا للحوادث.

كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمواطن يقوم بإصلاح حفريات في الإسفلت وسط الطريق العام عند دوار الزنبقة في وسط المدينة.

وذكرت صفحة “السويداء 24” التي يديرها ناشطون محليون أنّ المواطن الذي يقوم بالإصلاح يعمل في محل لأجهزة الخلوي يقع مقابل مكان الحفريات، والتي تسببت بحوادث في المنطقة، مؤكدة أن العمل تمّ على نفقته الخاصة.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية