دمشق – ماري العمر
بعد ليالٍ تؤرقها فيها كثرة الحشرات، تستيقظ فاطمة، وهي ربة منزل تعيش في دمشق، باكرًا كل يوم للعمل على تنظيف وتعقيم المنزل، في محاولات تستمر نهارًا وتستخدم فيها مختلف المنظفات لكن دون جدوى، فما إن يحل الليل حتى تعود هذه الحشرات مجددًا.
عشرات الأزمات مرت على أهالي دمشق خلال السنوات الأخيرة، وربما لن يكون آخرها انتشار الخنفساء أو ما تسمى “الكالوسوما” والتي تؤرّق أيام سكان العاصمة، بينما يتوّلى الناموس والبرغش إزعاجهم في ليلهم.
تفشل ريما، وهي طالبة في كلية المعلوماتية وتسكن في منطقة برزة شمالي دمشق، بمنع دخول هذه الحشرات عبر إحكام النوافذ، إذ تستطيع الدخول من أضيق الأماكن التي لا تخطر على بال، كما قالت الطالبة لعنب بلدي.
تفاجأت ريما بدخول الحشرة من ثقب صغير في الستارة المعدنية ولدغتها، ما تسبب بتورّم مكان اللدغة بشكل واضح.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 27 من نيسان الماضي، عن مدير زراعة دمشق، علي سعدات، أن حشرة “الخنفساء السوداء” غير ضارة بالإنسان والمزروعات والنباتات، وأكد على أنها نافعة وتتغذى على الحشرات والديدان الضارة الموجودة في التربة.
دفع ذلك الحكومة إلى عدم مكافحتها والاكتفاء بمحاربة الديدان التي تتغذى عليها في مكبّات القمامة، الأمر الذي جعل بعض أهالي دمشق يوجهون اللوم للحكومة.
لم يتوقف الأمر هنا، فمع بداية الأسبوع الحالي انتشر البرغش بشكل كثيف في المحافظة، وهذا ما أكده يامن، وهو من قاطني شارع بغداد في قلب العاصمة لعنب بلدي، إذ اشتكى من أسراب الناموس والبرغش المتجمعة حول مصادر الضوء بعد مغيب الشمس، والتي يعجز المواطن عن مكافحتها بالمكيفات أو مراوح الهواء نظرًا لأعدادها الكبيرة.
من جهته صرّح مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، شادي خلوف، لصحيفة تشرين الحكومية في 4 من أيار، أن انتشار هذه الحشرات ناجم عن الكميات الكبيرة من الأمطار التي هطلت خلال موسم الشتاء الماضي والتي بدورها أدت إلى انتشار كثيف للأعشاب والنباتات بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، ما عجّل بتفقيس بيوض هذه الحشرات.
وأشار خلوف إلى نقص الآليات المتوفرة حاليًا لعميات الرش، إذ لا يتجاوز عددها خمس آليات لتغطية جميع مناطق دمشق، بحسب تعبيره.
لم تقتصر أضرار هذه الحشرات على اللدغ والانتشار الكبير، فحسب فاطمة التي تسكن دمشق، باتت هذه الحشرات تنتشر حتّى في الثياب وداخل “البراد” وسط صمت وتجاهل من المسؤولين.
وأكدت الدكتورة رئيسة العيادة الجلدية في مشفى المجتهد، هدى الأصيل، لصحيفة الوطن المحلية، الأربعاء 29 من أيار، ارتفاع عدد المراجعين المتعرضين للسع الحشرات، إذ يتراوح عددهم من 5 إلى 10 مرضى تصرف لهم مراهم موضعية للتخفيف من الحكّة الناجمة عن اللسع.