“استجابة خجولة” لاحتواء أزمة النزوح في إدلب
عنب بلدي – إدلب
يواجه النازحون مؤخرًا من مناطق المعارك في الشمال السوري واقعًا صعبًا، يتمثل بافتراشهم الأراضي الزراعية، وسط اتهامات للمنظمات المحلية بالتقصير حيال الأزمة.
وتشهد أرياف حماة الغربي وإدلب الجنوبي حركة نزوح واسعة منذ نيسان الماضي، تجاه المناطق الشمالية في إدلب والحدودية مع تركيا، جراء حملة عسكرية من النظام السوري وحليفه الروسي بمساندة الطيران.
ويشتكي نازحون التقتهم عنب بلدي في المنطقة من غياب المنظمات الإنسانية، وأن ما تقدمه يعتبر خجولًا مقارنة بانتشار هذه المنظمات المكثف في الشمال السوري.
هيام أبو رشيد، من بلدة الشريعة بريف حماة الغربي، تقول لعنب بلدي، “نزحت تحت القصف والنار مع أطفالي وأعيش تحت شجر الزيتون مثلنا مثل هؤلاء الناس، بين الحيوانات والحشرات وعوامل الطقس جميعها”.
وتضيف السيدة، التي تعيش مع أطفالها، وأحدهم عمره أيام، “حتى الحيوان رأفوا به ولكن لم يرأف بنا أحد، نعيش تحت شجرة الزيتون، وليست لدينا لا خيمة ولا حتى أي خدمات للعيش”.
الناشط دلامة علي، وهو مشرف على أ حد المخيمات في منطقة أطمة، يقول إن عشرات العائلات من النازحين ما زالوا يفترشون الأراضي الزراعية بعد مرور نحو شهر على نزوحهم من ريف حماة بسبب الحملة العسكرية.
ويضيف دلامة لعنب بلدي، “حتى الذين سكنوا الخيام ما زالوا يحتاجون لجميع الخدمات الأساسية وخاصة المياه والغذاء، عدا عن البنى التحتية المعدومة وغياب كامل للمنظمات والرعاية المناسبة”، وفق لتعبيره.
ومع ازدياد وتيرة القصف على أرياف إدلب، فإن حالة النزوح تزداد بشكل متوازٍ وكان آخرها نزوح آلاف الأهالي من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب.
ما الذي يمكن تقديمه؟
مدير فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري، المهندس محمد حلاج، قال إن الأزمة الحالية فاجأت الجميع من حيث الأعداد غير المتوقعة للنازحين.
وأوضح حلاج، في حديثه إلى عنب بلدي، “كثير من القرى تعرضت لهجمات وهناك 21 قرية منكوبة، نحن نتحدث اليوم عن أكثر من 500 ألف نازح خلال فترة أربعة أشهر”.
وأوضح حلاج أن “جميع خطط المنظمات مرتبطة بحالة الطوارئ، وأغلب المنظمات تعمل في إطار نظام الطوارئ بالنسبة للنازحين”.
وترتبط العملية اليوم بما يسمى عرف المنظمات، والمتمثل بتقييم الاحتياج بالنسبة للنازحين، بمعنى أن كل منظمة تقوم بتقدير احتياج لكل منطقة، لتيم رفعها للمناحين وعلى أساسها تتم الاستجابة، بحسب مدير الفريق.
ويرى أن كثافة النزوح أعاقت عمل المنظمات الإنسانية، “عمل المنظمات يأخذ وقتًا لرفع المشاريع للمانحين ومن ثم توقيعها، وعملية وصول ذلك الدعم والبدء بتوزيعه على النازحين تستغرق وقتًا”.
الفريق وثق أكثر من مليون ومئة ألف نسمة بين نزوح وتهجير قسري في الشمال السوري منذ منتصف عام 2018 وحتى أيار الحالي، ما يجعل عملية الاستجابة الإنسانية أمرًا صعبًا، بحسب حلاج.
ومن جهة أخرى، فإن تغيير أماكن النازحين بشكل مستمر في إطار البحث عن خدمات تناسبهم تضيف إلى عمل المنظمات صعوبات أخرى بسبب تسجيل الأسماء وحذفها أكثر من مرة مع اكتظاظ المدن المأهولة.
أدى التصعيد إلى نزوح 65452 عائلة (425438 نسمة) ومقتل 568 مدنيًا بينهم 162 طفلًا، منذ 29 من نيسان الماضي وحتى 27 من أيار، بحسب فريق “منسقو الاستجابة”.
وشهدت الحدود السورية التركية، الجمعة 31 من أيار، مظاهرات شعبية دعا إليها نازحون وناشطون إعلاميون، من أجل كسر الحدود والضغط على تركيا والاتحاد الأوروبي لوقف الهجمات على إدلب.
وتخضع المنطقة إلى اتفاق بين تركيا وروسيا في سوتشي، في أيلول 2018، نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، ووقف إطلاق النار بين الطرفين، لكنه تعرض لخروقات واسعة منذ توقيعه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :