الرغبة والطموح
يمكن أن نعد سورة الشرح كبرنامج متكامل للنجاح؛ يا من تشتكي الضيق وعدم الفرج انظر إلى النقاط المضيئة في حياتك، إلى المواقف التي انشرح فيها صدرك وخفّ حملك وارتفع بين الناس ذكرك، ستجدها تلك التي صنعتها بعرقك وتعبك، بحثت عن مفاتيح اليسر في قلب التعب والصعوبات، ستجد أنّك لم تنل راحة إلا من صناعة النَّصب، ولم تجد سعة إلّا من أفق الضّيق.
لا يستطيع إنسان أن يتحمّل تعبًا إلّا إذا حمل بين جنبيه رغبةً وطموحًا، وكلّما اشتدّت نار تلك الرغبة زادت قدرتنا على التحمل واقتحام العقبات {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (سورة الشرح، 1-8).
غشاوة الذنوب
هناك تناسب عكسي بين اقترافنا للذنوب ورؤيتنا لها، يقول الله تعالى {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (سورة المطفّفين، 14).
الذنب كفيروس الإيدز يهاجم جهاز المناعة المسؤول عن التعرّف عليه وتصفيته، كذلك الذنب يهاجم بصيرتنا المسؤولة عن التعرّف عليه والإحاطة به {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } (سورة الزخرف، 36)
الذنب يسبّب الرّان، والرّان يسبّب الغشاوة، والغشاوة تزلّ أقدامنا حتى يقيّض لنا شياطين لا تفارقنا.
جمرة الصدق
الصادقون يتساقطون بين فريق يصاب بقلق الانفصال فيلحق بركب الكاذبين في لهاث وراء الجمهور، وفريق يصاب بتورّم الانفصال فيلحق بركب المتكبّرين المتعجرفين المنظّرين.
وحده من يشقّ طريقه بصبر بين تفاصيل الواقع قابضًا على جمرة صدقه، يجرّب وسيلة ثمّ أخرى حتى يهديه الله لأحسن القول وأحسن العمل وأقوم السبل، دون أن يفلت جمرته، بل يذهب حرّها وتزهر عدلًا وقسطًا في المجتمع.