حقق المسلسل السوري “ضيعة ضايعة” بجزأيه، نجاحًا كبيرًا على الصعيدين السوري والعربي، وكان أحد أهم أسباب هذا النجاح هو الممثل الراحل نضال سيجري، الذي أدى شخصية أسعد خرشوف، المواطن البسيط الساذج بحرفية عالية للغاية.
ارتبط اسم نضال بأسعد خرشوف، رغم تقديم الراحل لعشرات الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، منذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق.
وصل نضال سيجري إلى قمة نجاحه، مع صداقات عميقة عقدها مع زملائه في الوسط الفني السوري، أو في علاقته مع الجمهور.
من اللاذقية إلى دمشق
ولد نضال سيجري في مدينة اللاذقية في 28 من أيار من عام 1965، وأتم فيها دراسته الثانوية، وانتقل بعد ذلك إلى دمشق ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعاش في غرفة صغيرة في حي باب توما، وبقي فيها حتى عام 2005.
انضم لنقابة الفنانين السوريين عام 1991 وهو نفس العام الذي تخرج فيه من المعهد، وظهر في أول الأعمال التلفزيونية في العام الذي تلاه، ضمن مسلسل الشريد من إخراج غسان باخوس، قبل أن ينطلق في عدة أعمال تراوحت بين الاجتماعية والتاريخية والكوميدية، نجح خلالها بوضع بصمته على الشخصيات التي أداها.
ونقلت الكاتبة إيمان الجابر في جريدة الأخبار، في 15 من تشرين الثاني من عام 2010 عن نضال قوله، “لو لم أكن ممثلًا، لكنت بحارًا أو سائق شاحنة”.
https://www.youtube.com/watch?v=o76ygPRMSmo
المسرح.. الهم الأكبر
يبتعد الفنانون السوريون عن المسرح في سوريا، لعدة عوامل أبرزها ضعف الإنتاج والعمل الطويل إضافة إلى غياب مؤسسات حقيقية تدعم المسرح كما تدعم الدراما.
لكن نضال سيجري بقي متعلقًا بالمسرح حتى الرمق الأخير، وشارك في عدة مسرحيات كان أهمها “حمام بغدادي” من بطولته والممثل فايز قزق، وأُنجزت في عام 2010.
إضافةً إلى مسرحيات أخرى، كمسرحية “كاليغولا” و”الغول” و”السفربرلك”، ليصل عدد الأعمال التي شارك فيها 35 عملًا مسرحيًا، وكان تلميذًا للمسرحي السوري فواز الساجر.
https://www.youtube.com/watch?v=JE1ss3Jov-A
كما تسلم إدارة المسرح القومي، واستقال منه قبل أن يتم عامًا واحدًا فيه.
كانت وصية نضال أن يخرج جثمانه من المسرح، وهذا ما حصل فعلًا.
أسعد خرشوف.. النجاح الأكبر
قام ببطولة مسلسل “ضيعة ضايعة”، والتي أدى فيها دور الرجل البسيط الساذج، في قرية لم تصل إليها التكنولوجيا.
أضاف نضال إلى الشخصية العديد من التفاصيل، وهذا ما جعلها محفورةً في عقول المشاهدين الذين يرددون كلماتها حتى اليوم، ليصبح بفضلها أحد أهم النجوم السوريين.
رحيل مبكر
أصيب نضال سيجري بسرطان الحنجرة، وحاول العلاج منه إلى أن اضطر لاقتلاع حنجرته، قبل أن يسيطر المرض عليه ويرحل في 11 من تموز من عام 2013.
شُيّع نضال من منزل شقيقته في المشروع السابع في مدينة اللاذقية، قبل أن يتجه الجثمان إلى المسرح القومي.
سيجري ترك رسالة لمحبيه وجمهوره قبل وفاته قال فيها، “وطني مجروح وأنا أنزف، خانتني حنجرتي فاقتلعتها، أرجوكم لا تخونوا وطنكم”.
–