تواجه مئات العائلات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم درعا جنوبي سوريا، ظروفًا صحية متردية بسبب سوء الخدمات المقدمة لها، بعد أقل من عام على سيطرة النظام السوري على المنطقة.
وقال فريق “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” في تقرير اليوم، الاثنين 27 من أيار، إن أكثر من 600 عائلة فلسطينية في مخيم درعا يواجهون واقعًا صحيًا صعبًا، بسبب غياب الخدمات والمرافق الصحية عن المخيم ومحيطه بشكل كامل.
وأضاف الفريق أنه “لم يتم ترميم وإعادة إعمار مبنى مستوصف وكالة الغوث الأونروا أو استبداله أو تأمين مكان آخر للعلاج بالقرب من المخيم أو داخله، الأمر الذي يزيد من معاناة الأهالي الذين عادوا رغم الدمار الكبير في مخيمهم”.
وتتوزع المخيمات الفلسطينية في سوريا على مناطق سورية عدّة، كمخيم درعا في الجنوب، ومخيمات السيدة زينب واليرموك وجرمانا والسبينة وخان دنون وخان الشيح والحسينية في دمشق وريفها والرمل في اللاذقية، ومخيم العائدين في حماة، بالإضافة إلى مخيمي حندارت والنيرب في حلب.
وفي التفاصيل، أشار الفريق إلى أن المستوصف الصحي في مخيم درعا قبل عام 2011، كان يقدم خدماته للاجئين الفلسطنيين في المنطقة، وسط ظروف صعبة يعانيها سكان المخيم.
لكن وبعد القصف الذي تعرض له المخيم من قوات الأسد خلال السنوات السابقة، نُقل مستوصف وكالة “أونروا” بجميع محتوياته من المخيم إلى مناطق سيطرة النظام في حي الكاشف بدرعا.
ويعاني اللاجئون الفلسطينيون اليوم في مخيم درعا لجميع مستلزمات الحياة وخاصة الطبية والأدوية، “بمن فيهم المصاب والمريض والطاعن في السن وهم بحاجة ماسة لتأمينهم صحيًا”، إلى جانب صعوبات ومشقة في تنقلهم إلى حي الكاشف لتلقي العلاج، بحسب المجموعة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (أونروا) قالت في تقريرها الأخير آذار الماضي، إن غالبية الفلسطينيين الذين ما زالوا في سوريا بحاجة إلى مساعدات عاجلة، 74% منهم تحت خط الفقر.
أما عن الأضرار التي لحقت بمكاتب ونشاطات “أونروا” في سوريا، فأحصت الوكالة تضرر 40% من المدارس التابعة لها، وحوالي 25% من المراكز الطبية، كما فقدت “أونروا” 18 شخصًا من موظفيها، وذلك بسبب العمليات العسكرية بين أطراف النزاع السورية.
وتحذر التقارير الحقوقية من معاناة مزدوجة يواجهها فلسطينيو سوريا، خاصة أن 95% من الفلسطينيين الموجودين في سوريا يفتقرون للأمن الغذائي وهم بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة، بحسب تقرير المرصد الأورومتوسطي، في آذار 2018، بينما يصنف 93% منهم كـ “ضعفاء” أو “ضعفاء للغاية”.
–