رجل في الأخبار.. ولادة لسامر رضوان من خاصرة السلطات السورية

  • 2019/05/26
  • 6:16 م

الكاتب السوري سامر فهد رضوان

اعتاد الكاتب والسيناريست السوري سامر رضوان على تحديد مكان “الشمس التي لا تغطى بالغربال” لمتابعيه، الذين عشقوا أعماله ومسلسلاته بسبب ما تتضمنه من رسائل تلامس الواقع وتحرك المشاعر.

وفي “دقيقة صمت” ضجت الجماهير بين محتج عما قدمه رضوان وصرح به وبين راضٍ وداع للمزيد من المسلسلات التي ترسم صورة الحالة السورية دون تملق أو نفاق أو تدليس.

عرض رضوان مسلسله “دقيقة صمت” في رمضان الحالي، وكشف فيه ماهية السلطة السورية ودروها بترسيخ الجهل في المجتمع خلال عقود خلت.

مر نص رضوان عبر الرقابة السورية وصور العمل في الأراضي السورية وسار عرض العمل في الـ 19 حلقة السابقة دون مشاكل، حتى خرج رضوان عبر شاشة “الجديد” يتحدث عن موقفه الشخصي من السلطة السورية مطالبًا الجماهير بمشاهدة العمل انطلاقًا من موقفه الشخصي من السلطة.

خرج المؤلف والسيناريست السوري على الملأ واختزل المسلسل بأنه “ملك للسوريين بالشارع الموالي والمعارض”، معتبرًا أن العمل هو “صرخة احتجاج في وجه السلطة.. التي لا تستحق هذا الشارع”.

وأضاف رضوان، “معركتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي سوري إلا مع هذه السلطة، وأتمنى أن يُقرأ هذ العمل انطلاقًا من الصراع الشخصي مع سلطة مارست كل أنواع التنكيل مع السوريين”.

رضوان مؤلف وكاتب، ولد في اللاذقية عام 1975 وهو عضو في اتحاد الكاتب العرب وجمعية الشعراء، وانسحب من عضويته في نقابة الفنانين في سوريا عام 2011.

عمل سامر رضوان مذيعًا في إذاعة دمشق والفضائية السورية، كما عمل في قناة “سبيس تون” وأعد وأخرج عشرات برامج الأطفال، إضافة إلى عمله في الدوبلاج والتعليق على البرامج الوثائقية.

آمن رضوان بجمال الشارع وبشاعة السلطة وردد مرارًا مقولة “الشارع جميل والسلطة فاسدة”، وابتعد عن التحزبات والتكتل في صفوف المعارضة، بحسب تعبيره.

رفض الطائفية وأخذت أراؤه طابعًا وطنيًا دون “مزاودات” أو “بهلوانيات”، وكذلك أعماله التي شملت أفلامًا وثائقية ومسلسلات وبرامج ومنها دائرة الحدث لقناة “الجزيرة” و”المعترك السياسي” لقناة أبو ظبي.

ومن أعماله في السينما فيلم “زقاق” و”غرب المتوسط”، كما كتب عددًا من المسلسلات التي حقق معظمها نجاحًا كبيرًا وعلى رأسها “لعنة الطين”، “الولادة من الخاصرة”، “ساعات الجمر”، “منبر الموتى”.

اعتقل الكاتب، في تموز من 2013، خلال توجهه إلى دمشق عائدًا من بيروت لتصوير مسلسل “منبر الموتى”، وتفاعلت القضية وسط حديث أن سبب الاعتقال هو المسلسل الذي كان يصوره، الأمر الذي نفته شركة “كلاكيت” المنفذة للمسلسل.

قبل الاعتقال اعتبر رضوان اقتراح الرقابة السورية بتأجيل تصوير “منبر الموتى”، “منعًا بصيغة طلب التأجيل”، واستغرب في تصريحات سابقة فكرة منع نص من التصوير، ووصفها بالـ”الكاريكاتورية في ظل قانون إعلام ودستور سوري جديدين، يؤكدان على حق حرية التعبير”، وتساءل، “إذا كانت هذه العقلية لا تزال قائمة في الحكومة السورية فما الذي تغيّر رغم كل ما يجري منذ ما يزيد على العامين؟”، وأضاف “ليدعوني أقول ما أريد، والجمهور يحكم”.

حصل على ذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، فئة البرامج الحوارية الثقافية، عن برنامجه “واحد من آخرين” عام 2004.

“دقيقة صمت”، بالأبعاد التي أخذها، دفع وزارة إعلام النظام السوري لاتهام رضوان والتنصل من المسؤولية عما يحتويه المسلسل من تكريس الصور المسيئة للحكومة والقيادة السورية، واتهمت رضوان بالخطف، الأمر الذي ينفه الأخير، ويقول إنها مشكلة قانونية أغلقت قبل عام لصالحه عن طريق القضاء السوري ذاته.

خرج السيناريست السوري من سوريا بحكم برقية استدعاء من الأمن السياسي ومذكرة توقيف بجرم “التحريض على العصيان المسلح، وهذا ما يحتاج إلى 50 إشارة تعجب”، بحسب وصفه.

وفي توضيحه الأخير الذي نشره، الأحد 26 من أيار، دعا رضوان للاستمتاع بالمسلسل (دقيقة صمت) وعبر عن سعادته بالآراء المختلفة حول العمل والكاتب، مضيفًا “الآراء التي أسمعها هي آراء مفرحة أعادتني بالزمن إلى أيام الدراما السورية حينما كان لها حجم وثقل”.

مقالات متعلقة

  1. بعد "الولادة من الخاصرة" سامر رضوان يعود في "دقيقة صمت"
  2. مسلسل "دقيقة صمت" يلم شمل ممثلين في دمشق
  3. معركة سامر رضوان مع الرقابة السورية مستمرة
  4. أسرة "دقيقة صمت " تقف بوجه كاتبه: خاض في "المياه الآسنة"

فن وثقافة

المزيد من فن وثقافة