زادت أنقرة دعمها للمعارضة السورية بعد فشل مفاوضات جرت بينها وبين روسيا لتفادي التصعيد في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصدرين، وصفتهما بالشخصيتين الكبيرتين بالمعارضة، أن أنقرة زادت الإمداد العسكري لمقاتلي المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إخفاقها في إقناع روسيا لإنهاء التصعيد.
وجرت اجتماعات لمجموعة عمل مشتركة جرت في الأيام الأخيرة للوصول إلى إنهاء التصعيد، وتفادي تدفق كبير للاجئين إلى تركيا.
وأوضح قيادي في المعارضة السورية أن تركيا تشير في قيامها بذلك إلى اعتزامها الحفاظ على نفوذها في شمال غربي سوريا، حيث عززت وجودها العسكري في 12 موقعًا أقامتها وفقًا لاتفاق خفض التصعيد المبرم مع روسيا.
وتشن قوات الأسد حملة عسكرية على شمال غربي سوريا في مناطق ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي، إذ سيطرت القوات على مواقع بعد هجوم لها، واستعادت المعارضة عددًا من المواقع في عمليات معاكسة.
ونقلت الوكالة عن مصدر مخابراتي غربي قوله إن الولايات المتحدة أعطت “الضوء الأخضر” لمقاتلي المعارضة المعتدلين المدعومين من تركيا لاستخدام صواريخ “تاو” التي كانت مخزنة في الحملة الأخيرة.
وكانت عنب بلدي، نقلت في 15 من أيار الحالي، عن مصدر عسكري في “الجيش الحر” أن تركيا زودت فصائل المعارضة بصواريخ مضادة للدروع.
وأضاف المصدر، الذي يتقلد منصبًا إداريًا في فصيل وصلته دفعات من هذه الصواريخ (طلب عدم ذكر اسمه)، أن الصواريخ تسلمتها فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” على رأسها فصيل “فيلق الشام”، ومن بينها “الكورنيت”، “تاو”، “كونكورس”.
تعتبر صواريخ “تاو” من أقوى الأسلحة ضمن ترسانة المعارضة، والتي أسهمت بتدمير عشرات الآليات العسكرية للنظام منذ أن قدم المسؤولون الغربيون والعرب الصواريخ عام 2016 حتى تم تعليق برنامج الدعم العسكري بقيادة وكالة المخابرات المركزية (CIA) لمساعدة مقاتلي المعارضة المعتدلين عام 2017، بحسب الوكالة.
وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية لانتقاد الحملة العسكرية لروسيا، وقالت إنها رأت مؤشرات على استخدام الأسد غازًا سامًا في الهجوم الأخير وحذرت من الرد “بسرعة وبشكل مناسب” إذا ثبت ذلك.
وتحاول فصائل المعارضة حاليًا التقدم على حساب قوات الأسد في محور تل هواش والمستريحة، كخطوة للوصول إلى مدينة قلعة المضيق في الريف الغربي لحماة، واستعادة ما سيطرت عليه قوات الأسد خلال الفترة الأخيرة.
–