فتيل حرب في الشرق الأوسط… حشد عسكري مقابل شعارات المقاومة
عنب بلدي – وكالات
بعد 40 عامًا من العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عقب إعلان قيام “الجمهورية الإسلامية” في 1979، تخللتها فترة تقارب خجولة في زمن الرئيس السابق باراك أوباما، تجسد بتوقيع الاتفاق النووي مع طهران، وصلت في الأيام الماضية إلى نذر مواجهة عسكرية بين البلدين وقرع طبول الحرب بينهما.
حشود أمريكية عسكرية وتهديدات متبادلة والتأكيد على الصمود والاستعداد من قبل طهران، قد تشعل المنطقة بأكملها، لكن في الوقت نفسه يقابل ذلك تصريحات لمسؤولي البلدين بعدم الرغبة في خوض حرب، في محاولة لفتح باب الدبلوماسية السياسية لحل الخلافات.
أمريكا تصعّد
منذ اللحظات الأولى لوصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى عرش البيت الأبيض في 2016 وضع في سلم أولوياته تفكيك الاتفاق النووي الذي وصفه بـ “الكارثي”، مع إيران، و”تفكيك الشبكة الإرهابية العالمية لإيران التي هي حاضرة وقوية لكن ليست أقوى منا”، بحسب ما قال في 8 من تشرين الثاني 2011، في كلمة أمام المؤتمر السنوي لمجموعة الضغط اليهودية الأمريكية.
وصعّدت إدارة ترامب، خلال العام الماضي، إذ ألغت الاتفاق النووي وفرضت عقوبات اقتصادية ووضعت 12 شرطًا لرفعها، ومنعت الدول من استيراد النفط منها، كما أدرجت الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.
التحركات الأمريكية اعتُبرت بمثابة “فتيل حرب” قد يندلع في أي لحظة، لكن تحركاتها في الآونة الأخيرة تزيد من اشتعالها، إذ أرسلت حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكولن إلى الخليج، كما وافق الرئيس ترامب على إرسال جنود إضافيين إلى منطقة الشرق الأوسط.
وقال ترامب، بحسب وكالة “رويترز”، الجمعة 24 من أيار، إنه “سيرسل نحو 1500 جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط معظمهم كتدبير وقائي وسط توترات متصاعدة مع إيران”، في حين كشفت مصادر أمريكية مسؤولة، في تصريحات لـشبكة “CNN” الأمريكية، أن التعزيزات العسكرية التي وافق ترامب على إرسالها للشرق الأوسط لردع إيران تشمل بطاريات صواريخ باتريوت وطائرة استطلاع والقوات اللازمة لهذه الموارد.
وعلى الرغم من أن التحرك العسكري الأمريكي يعتبر رسالة بقرب نشوب صراع، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورجان أورتاجوس، أكدت بحسب وكالة “رويترز”، الجمعة الماضي، أن “حملة الضغط القصوى التي تمارسها الإدارة على إيران تهدف إلى إجبار قادتها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإذا كان الإيرانيون على استعداد للمضي في تغيير طريقتهم والتصرف كدولة طبيعية، فنحن على استعداد للتحدث معهم”.
توعد إيراني بالصمود
لكن في الجهة المقابلة استمر المسؤولون الإيرانيون بتكرار خطاب “المقاومة والممانعة”، والتصدي لمحاولات “الشيطان الأكبر” (الولايات المتحدة)، كما وصفها نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي.
وقال فدوي، بحسب وكالة فارس الإيرانية، إن الحضور الأمريكي في المنطقة ليس بالجديد، معتبرًا أن “واشنطن الآن هي في أضعف مراحلها وعدد مدمّراتها العسكرية في مياه الخليج الفارسي هو الأقل”.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن مستشار القيادة العسكرية الإيرانية، الجنرال مرتضى قرباني، تهديده بتدمير السفن الأمريكية و”إلقائها إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين إذا ارتكبت أقل حماقة”.
أما سياسيًا فقد أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الخميس الماضي، بأن طهران لن تستسلم حتى وإن تعرضت للقصف، وأن “الشعب الإيراني سيهزم أمريكا والكيان الصهيوني والرجعية في المنطقة عبر الوحدة والمقاومة”.
في حين اعتبر وزير الخارجية جواد ظريف في مقابلة مع شبكة “CNN”، الخميس الماضي، أن عواقب مؤلمة للجميع إذا كان هناك تصعيد ضد إيران، مشيرًا إلى أن الوجود الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط خطير للغاية ويهدد السلام والأمن الدوليين ويتعين مواجهته.
وبين تصعيد عسكري أمريكي وبين شعارات المقاومة الإيرانية تترقب المنطقة بحذر ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة، فإما مواجهة عسكرية ونزاع جديد في المنطقة أو خفض التوتر والبدء بحوار مشروط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :