الشمال السوري يخسر خزانه الزراعي بسبب المعارك

  • 2019/05/26
  • 1:40 ص

مزارع السمك في منطقة الحويز - 12 نيسان 2019 (عنب بلدي)

ريف حماة – إياد عبد الجواد

40 دونمًا مزروعة بالقمح بكلفة مليوني ليرة سورية وبقرتان كانت كل ما يملكه مهند المصري، وهو أحد مزارعي سهل الغاب بريف حماة، إلا أنه خسر الأرض بسيطرة قوات الأسد عليها، واضطر لبيع البقرتين بنصف الثمن بعدما أجبر على النزوح.

لم يكن هذا حال المصري وحده، بل يشمل المئات من فلاحي المنطقة التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية، إذ أدت المعارك والغارات الجوية المكثفة، منذ 26 من نيسان الماضي، في ريفي حماة وإدلب إلى خسائر كبيرة في القطاعين الزراعي والحيواني، وأدت الغارات إلى اشتعال الحرائق في عدة قرى منها القرى التابعة لجبل شحشبو في ريف إدلب.

وقال المهندس الزراعي أنس أبو طربوش، لعنب بلدي، إن المنطقة تعرضت لخسائر كبيرة في القطاع الزراعي، إذ أدت المعارك إلى ترك المزارعين لأراضيهم ما تسبب لهم بخسائر كبيرة وستنعكس هذه المعارك على المجتمع السوري في الشمال أيضًا، ما يهدد بكارثة تتمثل بعدم تأمين الدقيق لاحقًا.

بكم تقدر الخسائر؟

وتقدر المساحة المزروعة في ريف حماة الشمالي في مناطق كفرزيتا واللطامنة بـ 40 ألف دونم بالبطاطا، تغطي احتياجات الشمال، بحسب المهندس، ما ينذر أيضًا بارتفاع أسعار الخضار التي بدأت بالفعل بالارتفاع نتيجة قلة الخضراوات المعروضة للبيع.

وتشتهر أرياف إدلب وحماة بزراعة القمح والشعير والكمون والكزبرة والبرسيم، كما تنتشر فيها الأبقار والأغنام والجاموس النادر في سهل الغاب، إضافة للمسامك في مناطق قلعة المضيق والحويز والتي كانت تغذي سوريا سابقًا بأسماك السلور الكرب والمشط والكرب العشبي.

منطقة سهل الغاب تمتاز بزراعة القمح الاستراتيجي وتحتل المرتبة الثانية على مستوى سوريا، وتقدر المساحة المزروعة بـ 150 ألف دونم من القمح الطري والقاسي وهي مزروعة بشكل كامل تقريبًا، وتنتج 500 كغ للدونم الواحد، بحسب أبو طربوش.

وفيما يخص الثروة السمكية في سهل الغاب والتي تعد خزانًا استراتيجيًا لتغطية الاحتياجات السمكية في الشمال السوري، قال أبو طربوش إن الخسائر بلغت مئات الآلاف من الأطنان نتيجة القصف وسيطرة قوات النظام عليها، بحسب تعبيره.

وقدر رئيس المجلس المحلي لقرية باب الطاقة، عبد الكريم درويش، خسائر المسامك بحوالي المليون دولار أمريكي، خاصةً وأن مساحة المسامك تبلغ 15 ألف دونم.

وسيطرت قوات النظام السوري في 8 من أيار الحالي على قرية كفرنبودة ومزارع قيراطة شرقي جبل شحشبو التي تتضمن قرى تل هواش والحميرات والجابرية، إلى جانب تل عثمان، و يعد الأخير موقعًا استراتيجيًا بسبب إشرافه على كثير من الأراضي الزراعية والسهول والقرى.

وأتبعتها بالسيطرة على مناطق قلعة المضيق والحويز والحمرا والتي تضم مناطق زراعية كبيرة لزراعة القمح والبازلاء وغيرها، عدا عن أراضي غرب العاصي كقرى قبر فضة والكريم والشريعة.

ورغم استرداد المعارضة السيطرة على كفرنبودة، في 22 من أيار، لم يستطع المزارعون دخولها وسط قصف جوي مكثف، بينما لا تزال قرى كجسر بيت الراس والحواش، تحت قصف مباشر براجمات الصواريخ.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية