حزب الله يمنع عودة أهالي اللجاة ويستمر بتدمير منازلهم

  • 2019/05/26
  • 1:22 ص

سيدة تحمل حطبا بيدها في قرة اللجاه في ريف درعا- 28 من شباط 2019 (درعا اليوم فيس بوك)

عنب بلدي – درعا

لا يزال الغموض يدور حول الوجود الإيراني وعناصر “حزب الله” اللبناني في الجنوب السوري، بعد قرابة عام على سيطرة قوات الأسد على المنطقة بدعم من سلاح الجو الروسي وشروط إسرائيلية بعدم وجود ميليشيات تابعة لإيران في المنطقة.

الوجود العسكري لـ “حزب الله” في الجنوب السوري مغيب إعلاميًا، لكن الأهالي يؤكدون حضور عناصره في المنطقة، وخاصة في بعض قرى اللجاة في ريف درعا الجنوبي.

وعمل عناصر الحزب في اللجاة على هدم البيوت، بحسب الأهالي الذين التقتهم عنب بلدي، إذ أكدوا أن الهدم بشكل منظم عن طريق وضع عبوات في المنزل تؤدي إلى هدمه بشكل كامل ليصبح غير قابل للسكن أو الترميم.

وقال “أبو عماد”، 45 عامًا، من سكان قرى المنطقة ويسكن في إحدى الخيم، إنه بعد سيطرة قوات الأسد على المنطقة في تموز العام الماضي، أصبحت منطقة اللجاة تحت سلطة الحزب الذي منع المهجرين من العودة إلى قراهم.

وأضاف “أبو عماد” لعنب بلدي أن سكان القرى تفاجؤوا بتفجير منازلهم ضمن قرى شويمرة والبوير والشياح وسكاكا وكريم الغربي من قبل الحزب، وهي قرى صغيرة ومتناثرة ويوجد في كل قرية من 20 إلى 40 منزلًا، ويعتمد أهلها على تريبة الأغنام والعمل في المشاريع الزراعية.

لماذا اللجاة؟

إشارات استفهام عديدة ترسم حول أسباب اهتمام الحزب بمنطقة اللجاة، لكن الشاب طارق (28 عامًا) وهو أحد عناصر الجيش الحر سابقًا، قال لعنب بلدي إن منطقة اللجاة صخرية وذات طرق وعرة وممرات إجبارية، ما يعني أنها تتميز بموقع استراتيجي يجعل منها حصنًا منيعًا لمن يتمترس بها، وخاصة في ظل وجود مغاور وكهوف تحت الأرض، لا يطالها القصف المدفعي والجوي.

وكانت اللجاة معقلًا أساسيًا لعناصر “الجيش الحر” في بداية تشكيله في درعا، واستفاد العناصر من طبيعة المنطقة في صد هجمات النظام وتنفيذ العمليات الخاطفة والعودة لتلك المنطقة، إذ إن “متاهات اللجاة وطبيعتها تكسر أعظم الجيوش”، بحسب طارق، الذي أعرب عن استغرابه من كيفية سيطرة قوات الأسد عليها بسهولة، خاصة وأن اللجاة كانت تعتبر خط الدفاع الأول من الجهة الشرقية وسط توقعات بأن تكون مقبرة قوات الأسد والحصن الذي لا يمكن السيطرة عليه.

الموقع الاستراتيجي دفع “حزب االله” إلى هدم بيوت الأهالي من أجل عدم عودتهم لقراهم والحفاظ على سرية تحصيناته، خاصة أنه يتغلغل في الجنوب السوري ويتوقع بأي لحظة قصفه ومحاربته وخاصة من قبل إسرائيل، بحسب طارق.

أهالي القرى المدمرة مهجرون بظروف صعبة

أما الأهالي فقد زادت حالتهم سوءًا بعد رفض عودتهم إلى منازلهم، تزامنًا مع توقف المنظمات الإنسانية عن مساعدة النازحين والمهجرين عقب سيطرة قوات الأسد على المنطقة، وتوقف توزيع السلل الغذائية التي كانت تغني الأهالي عن شراء السلع الضرورية (كالسكر والشاي والأرز والبرغل وغيرها)، بالإضافة لتوزيع المنظمات السلل الصحية وتأمين المخيمات ببعض الخدمات الصحية.

أبو عماد، المعيل لعائلة مكونة من ثمانية أشخاص، قال إن أغلب المهجرين في درعا عادوا إلى قراهم، مثل مهجري منطقة عتمان ودرعا البلد والشيخ مسكين وغيرها، أما مهجرو اللجاة، وخاصة سكان المناطق التي دمرها “حزب الله”، فهم يسكنون الخيام ولا يزالون يعانون من صعوبة التهجير، ويتنقلون في أرياف درعا بحثًا عن العمل.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا