الكرة المصرية.. زحمة يا دنيا زحمة
عروة قنواتي
على وتر النهائي الإفريقي بشقيه، أبطال الدوري والكونفدرالي، وبخطوات تفصلنا عن كأس أمم إفريقيا للرجال في مصر “أم الدنيا” هذا الصيف، لا بد لنا أن نسأل عن حال وأحوال الكرة المصرية بعد موسم اعتلت فيه “حرب السوشال ميديا” والتصريحات دفة العمل الرياضي أكثر من حرب الملاعب والنتائج والتنافس.
وعلى مدار الأشهر الماضية يُخيّل لمن يتابع وضع الكرة المصرية أن الأمور تدار كيفما اتفق، أو “يارب تيجي بعينه”، حيث يحتل اللسان مكانًا مهمًا في أي قضية بعيدًا عن العقل والتصرف المطلوب لضبط أي انتهاك أو تجاوز غير مفهوم وغير مقبول.
فمن الصراع والتحدي بين مالك نادي بيراميدز، السعودي تركي آل الشيخ، وبين النادي الأهلي المصري، ودخول الزمالكاوية على الخط، برأسهم المخطط والمدبر، المصري مرتضى منصور، إلى جانب بيراميدز ضد الأهلي، كانت تدور رحى الحرب عبر الإعلام وانتقلت إلى المدرجات، فنال آل الشيخ كلمات وأهازيج وألحانًا أدت إلى محاولة انسحابه من دعم المشاريع المصرية أكثر من مرة، ثم يعود بمراضاة من هنا واعتذار رسمي أو غير رسمي من هناك، وتتكرر القصة مجددًا.
المنافسة في الدوري تشهد أيضًا دراما التهديد والوعيد بالانسحاب كما يحدث هذه الساعات في النادي الأهلي العريق للمرة الثالثة على التوالي هذا الموسم، تهديد بالانسحاب وعدم إكمال الدوري الممتاز، فماذا يريد السيد محمود الخطيب رئيس مجلس الإدارة؟!
الكابتن والنجم السابق محمود الخطيب يريد أن تنتهي منافسات الدوري الكروي في مصر قبل انطلاق صافرة البداية في أمم إفريقيا (وإلا لن يكمل مباريات الدوري)، والمستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك ونجم السوشال ميديا في السنوات الأخيرة رد على الكابتن الخطيب بوصفه بالفاشل إداريًا، وأن الجماهير أصابها الملل من سياسته وعمله، وهدد أيضًا أنه لن يلعب المباريات الخاصة بالزمالك في الدوري ما لم يلعب الأهلي مباراته مع بيراميدز في الكأس، طبعًا ولا يختلف اثنان على توصيف السيد مرتضى منصور وتوصيف أسلوبه في حضرة تركي آل الشيخ بـ”الرزق يحب الخفية”، كما يقال في المثل الشعبي المصري المعروف.
على نفس الخط يوجد نادي الزمالك في نهائي الكونفيدرالية وقد خسر ذهاب النهائي أمام نهضة بركان المغربي بهدف وحيد وهو ينتظر لقاء الرد بفارغ الصبر.
صحيح أن الأندية المصرية ليس لديها ممثل في نهائي دوري أبطال إفريقيا، والذي يجمع هذا الموسم الوداد المغربي والترجي التونسي، إلا أن كرة القدم وأحوالها وقوة المنافسين العرب المسيطرين كما الأهلي سابقًا على الدفة الإفريقية تجعل الأمر مقبولًا والمواساة مفهومة.
وأخيرًا في منتخب مصر الأول ونزاع الرضا والقبول حول التشكيلة التي أخرجها المدير الفني إلى الإعلام وباتت حديث الشارع، فرغم امتلاكها الأسماء القوية والعناصر المحترفة، تطال اتهامات اتحاد الكرة المصري والإدارة الأولى للمنتخب ولمدرب المنتخب أيضًا باستبعاد بعض نجوم مصر في كرة القدم “عمدًا” والتصريحات والتحليلات مستمرة، حتى إعلان دخول أي نادٍ أو منتخب إلى مباراته في البطولة الرسمية لتجد الجميع يقف ويردد “بلادي بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي”، ويسأل أخيرًا لماذا فشل ممثلنا الإفريقي أو منتخبنا الوطني في مشهد لا أرى إلا الكلمات الشعبية التي غناها يومًا ما الأستاذ الفنان أحمد عدوية:
زحمة يادنيا زحمة.. زحمة وتاهوا الحبايب!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :