شهد شهر أيار الحالي وآذار الماضي نشوب عدة حرائق في عموم الأراضي السورية باختلاف أسباب نشوب تلك الحرائق أو كونها مفتعلة.
وتوزعت الحرائق في الرقة بالشمال الشرقي وجنوبي محافظة إدلب وريف حماة الشمالي وريف دمشق وطالت حرائق أخرى منازل ومساجد في العاصمة دمشق.
ضربت الحرائق مناطق كبيرة في ريف حماة الشمالي والغربي ومناطق في ريف إدلب الشمالي نتيجة القصف المدفعي الصاروخي، وشملت الحرائق بلدات ترملا والنقير بريف إدلب الجنوبي، كما نشبت حرائق في محاصيل القمح بقرى الزكاة والصهرية في جبل شحشبو والسرمانية في سفح سهل الغاب.
وسببت الحرائق أضرارًا في محاصيل مزراعي المنطقة التي تتضمن القمح والشعير والكمّون، ولكن لا أرقام رسمية حول حجم الأضرار المادية وخسائر الفلاحين.
والتهمت حرائق آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير شرق سوريا ضمن المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات الأسد، ما أدى إلى خسائر كبيرة، ونشبت الحرائق في كل من محافظة الحسكة، التي تعتبر خزان القمح في سوريا، ومحافظة الرقة وقرى وبلدات الريف الشرقي لحلب.
كما اندلع حريق في الريف الغربي لمحافظة الرقة، شمال شرقي سوريا، على مساحة ثلاث قرى (الطركه، هداج، المحمودلي) ما أدى إلى أضرار بمحاصيل القمح.
وضرب حريق مزارع كرم الرصاص الواقعة بين مدينتي دوما وحرستا في الغوطة شرق العاصمة دمشق، وأدى لتضرر أكثر من 130 شجرة زيتون بشكل كامل بحسب رواية أحد المتضررين لعنب بلدي.
وأرجعت بلدية حرستا سبب الحرائق للأعشاب المتيبسة في الأراضي الزراعية، ونبهت الفلاحين للاهتمام بأراضيهم وحراثتها لكيلا تتكرر الحرائق.
تحذيرات حكومية بعد أن حلت الكارثة
عقب عدة حرائق، حذرت مديرية الأرصاد الجوية من نشوب المزيد من الحرائق بسبب تأثر البلاد بمرتفع جوي شبه مداري، وقالت في بيان لها، الخميس 23 من أيار، إن المرتفع يزيد من احتمال الحرائق نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستوى الرطوبة، وخاصة مع اقتراب مواسم الحصاد وامتداد الغطاء النباتي بشكل كبير هذا العام.
وتجاوزت درجات الحرارة عتبة الـ 40 في مناطق البادية والمناطق الشرقية، وهي أعلى من معدلاتها بحوالي 6 إلى 10 درجات مئوية، بحسب البيان.
واستمرت درجات الحرارة بالارتفاع مسجلة معدلات أعلى من معدلاتها بحوالي 7 إلى 12 مئوية في معظم الأراضي السورية والمناطق الشرقية.
وفي اجتماع مجلس الوزراء، الاثنين الماضي، أشار وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، إلى إطلاع المجلس على جهوزية أفواج الإطفاء والإجراءات المتخذة، مضيفًا أنه تم توزيع “27 سيارة إطفاء جديدة، منتصف أيار الحالي، على أفواج الإطفاء في المحافظات”، بحسب ما نقلت صحيفة “الثورة” الحكومية.
التنظيم يتبنى حرائق شرق سوريا
تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في سوريا والعراق، مبررًا ذلك بأنها تتبع لمن يصفهم بـ “المرتدين”، ونشرت صحيفة “النبأ” التابعة للتنظيم في عددها “183”، الجمعة 24 من أيار، تقريرًا رصدته عنب بلدي تحدثت فيه عن إحراق مقاتلي تنظيم “الدولة” لمساحات واسعة من محاصيل القمح والشعير في العراق وعدة مناطق شرقي سوريا في الرقة والحسكة وريف حلب.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان “شمروا عن سواعدكم وابدؤوا الحصار، بارك الله بحصادكم”، أن النار في العراق التهمت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية في كل من ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين، بينها أراض تتبع لـ “الحشد الشعبي”، بحسب الإصدار.
وقال التنظيم إن الحرائق امتدت إلى سوريا، وأحرق مقاتلوه عشرات الهكتارات من القمح العائدة لخلف الزبري في قرية مجيد التابعة لبلدة مركدة جنوب الحسكة، إلى جانب مساحات زراعية يملكها خليل الياسين، الذي يعمل لدى اللجان الشعبية التابعة للنظام السوري، وفق روايته.
وتوعد التنظيم بأن موسم الحصاد شرق سوريا لا يزال طويلًا، موجهًا رسالة لمقاتليه بالقول: “أمامكم آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، وأمامكم بساتينهم وحقولهم ومنازلهم ومنشآتهم الاقتصادية، فشمروا عن سواعدكم وابدؤوا الحصاد بارك الله بحصادكم”.