عنب بلدي – عماد نفيسة
دأبت شركة “هواوي” الصينية منذ دخولها مجال تصنيع الهواتف المحمولة عام 2003 على تقديم منتجات ذات جودة عالية ومتطورة تضاهي الشركات الكبرى الأخرى في هذا المجال، إلا أنها تواجه اليوم مخاطر كبيرة تتمثل بإيقاف شركة “جوجل” التعامل معها وتحديث نظام “أندرويد”.
وحققت الشركة قفزة كبيرة عند استخدامها نظام “أندرويد” المفتوح المصدر في هواتفها، شأنها شأن الشركات الأخرى التي استخدمت هذا النظام، والتي زاد نموها ومبيعاتها بشكل كبير جدًا بعد اعتماد النظام.
بداية استخدام الشركة لنظام “أندرويد” كانت عام 2009، واستخدم في هاتف “U8220″، وهو أول هاتف يعمل بنظام “أندرويد” من تصنيع شركة “هواوي”.
وفي الحقيقة، لم تندم أي من الشركات التي قررت استخدام نظام “أندرويد” في هواتفها ومنتجاتها، لما يتميز به هذا النظام من الاستقرار والقوة وسرعة الأداء، بالإضافة إلى أنه “مفتوح المصدر”، ما يعني إتاحة تعديله وتطويره من قبل الشركات الأخرى، وقد ركزت هذه الشركات مواردها على تطوير العتاد الصلب لأجهزتها بعد اعتمادها نظام “أندرويد” المطور من قبل شركة “جوجل” الأمريكية.
ولم تستطع الشركات المصنعة للهواتف المحمولة الأخرى، والتي استخدمت أنظمتها الخاصة الصمود في السوق لفترة طويلة، كما حصل مع شركة نوكيا التي أعلنت إفلاسها، باستثناء شركة آبل التي تستخدم نظامها الخاص (ios) في منتجاتها والذي حافظ على وجوده وتقاسم السيطرة على سوق الهواتف مع “أندرويد”.
ضربة كبيرة تلقتها شركة “هواوي” عندما قررت شركة “جوجل” إيقاف التعامل معها تنفيذًا لقرارات الحكومة الأمريكية في فرض حظر على الشركة، وقد أعلنت الأخيرة أنها تقوم بتطوير نظام خاص بها منذ عدة سنوات تحسبًا لخطوة كهذه من شركة “جوجل”، وسيطلق النظام الجديد في وقت لاحق من عام 2019، بحسب ما قال الرئيس التنفيذي للشركة، ريتشارد يو، لوسائل إعلام صينية.
تظهر الكثير من الأسئلة هنا وأولها: هل سيكون نظام هواوي الجديد بديلًا مماثلًا لجودة أندرويد على أجهزتها؟
قد لا تكون هناك إجابة عن هذه السؤال إلا عند تجربة النظام الجديد، ولكن من البديهي أن نظامًا حديث العهد لن ينافس “أندرويد”، الذي تعمل على تطويره واحدة من أكبر شركات البرمجيات في العالم منذ 11 عامًا.
أكبر التحديات أمام النظام الجديد هي جذب المطورين لتعديل تطبيقاتهم وبرمجتها لتعمل ضمنه، وهو ما فشلت به شركات أخرى مثل “نوكيا”.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة أعمال المستهلكين في “هواوي”، يو تشنغ دونغ، سيتيح النظام الجديد دعم التطبيقات التي تعمل على نظام “أندرويد”، ومن المحتمل أن تأتي “هواوي” بـ “النهج المتبادل” والذي سيكون متوافقًا مع معظم أنماط تصميم برامج “أندرويد” الحالية.
وسيكون هناك سوق خاص للتطبيقات من “هواوي” باسم “معرض التطبيقات” يحل بديلًا عن “جوجل بلاي”، والذي منعته جوجل عن أجهزة الأولى.
بالنظر إلى أداء الشركة وما حققته من نجاحات خلال 10 سنوات، يمكن التوقع أن نظام “هواوي” الجديد سيكون بأداء جيد، وهو التحدي الأكبر للشركة للحفاظ على سمعتها في السوق ومكانتها التي تعبت للوصول إليها.