تمضي رواية علي ونينو في ظروف سياسية واجتماعية صعبة للغاية، وسط بقعة جغرافية لديها تحديات جمة في بدايات القرن العشرين، وقبل نشوء الاتحاد السوفييتي ما بين عامي 1918 و1920.
تجري أحداث الرواية ما بين جورجيا وأذربيجان، وتتحدث عن قصة حب بين علي ابن أحد أئمة الشيعة في المنطقة، ونينو المسيحية الأرثوذكسية، وتشرح تعقيدات هذه العلاقة والخلفية الدينية والاجتماعية لكل من البطلين، خاصة مع تمسك علي بالقيم الدينية والشرقية، على عكس نينو ورؤيتها الأوروبية، مع انحدارها من جورجيا، رغم دراسة كل منهما في المدرسة الروسية ذاتها، ومخاوف كل منهما بالضرورة، كما تشرح تفاصيل مدينة باكو الدينية والاجتماعية والسياسية.
تمتد أحداث الرواية لتتحرك باتجاه محاولة جمع البطلين تحت سقف واحد وسط التعقدات الدينية للموضوع، خاصة بعدما تقدم علي للزواج من نينو، وهو ما قوبل بالرفض.
كما تطرح أسئلة عميقة عن الدور الأوروبي في صناعة المجتمع الأذربيجاني، وتلقي الضوء على الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد في تلك المرحلة، وبقدر ما تشرح الرواية المشاعر العاطفية لبطلها “علي”، تشرح مشاعره القومية والإسلامية تجاه الغزو الروسي لبلاده، وتأثيرات هذا الغزو على مستقبل البلاد، كما يتوقف الكاتب مطولًا عند مبادئ وقيم شخصياته وانعكاساتها على تصرفاتها.
نشرت الرواية للمرة الأولى في عام 1937، تحت اسم “قربان سعيد” وهو اسم وهمي للكاتب “لف نوسيمباوم”، وهو يهودي من أذربيجان، ولد في عام 1905 في عاصمة أذربيجان، باكو، وتوفي في ألمانيا عن عمر ناهز 36 عامًا.
علي ونينو قصة حب عابرة للطوائف حازت على شهرة كبيرة، وصُنع تمثال معدني لبطليها في مدينة باكو المطلة على البحر.
تقع الرواية في 288 صفحة وهي مترجمة للعربية، وتصنف من الروايات الرومانسية وتعرضت للإهمال ولم تكن معروفة حتى وجدتها ناشرة ألمانية مصادفة وأعجبت بها، فأعادت نشرها ولاقت نجاحًا كبيرًا، وحُوّلت إلى فيلم سينمائي في عام 2016 من بطولة آدم بكري وماريا فالفيردي وإخراج اسيف كاباديا.