الصنمين مدينة رفضت الخضوع مرتين
تعيش الصنمين اليوم كما عاشت قبل تسع سنوات، نفس ظروف الحصار من قطع الغذاء والماء، ولذات الأسباب التي تتعلق بتسليم المطلوبين للنظام السوري وقوات الاستخبارات التابعة له.
في 16 من أيار الحالي، شددت قوات الأسد إجراءاتها الأمنية في محيط بلدة الصنمين، ومنعت خروج المدنيين ودخولهم باستثناء الطلاب الذين يتعرضون لتفتيش دقيق على الحواجز الأمنية.
الصنمين، الواقعة في القسم الشمالي لمحافظة درعا، كانت من أوائل الخارجين على حكم النظام السوري مطلع عام 2011، ولم يتأخر الأخير بتنفيذ مجزرة قتل فيها نحو 20 متظاهرًا في 25 من آذار من عام 2011، فسقط على إثر المجزرة تمثال حافظ الأسد في ساحة السادس عشر من تشرين بمركز المدينة.
تبعد الصنمين عن محافظة درعا نحو 50 كيلومترًا، وتتبع لها إداريًا، ويقطنها نحو 100 ألف نسمة بين مهجرين وسكان أصليين.
عقب المجزرة الأولى حاولت قوات الأسد اقتحام المدينة أكثر من مرة قبل تدخّل وجهاء المدينة وتسليم 20 بندقية، وتركز معارضو النظام في القسم الغربي للصنمين، كون قسمها الشرقي يضم مقر الفرقة التاسعة ومقر قيادة المنطقة وفرع الأمن الجنائي وفرعي الأمن السياسي والعسكري.
على الرغم من حصار الصنمين بالقطع والثكنات العسكرية، شارك شباب المدينة في معظم العمليات العسكرية التي شنتها المعارضة في مناطق حوران جنوبي سوريا.
تصدرت الصنمين المشهد السوري في ساحة المظاهرات بتجمهر أبنائها وطريقة كتابة لافتاتها الخاصة وعرضها، وتفاعُل المتظاهرين مع أناشيد الثورة السورية التي كانت في احتجاجاتها.
اليوم في الصنمين يشبه أمسها، إذ بدأت المواد الأساسية بالنفاد من أسواق المدينة في ظل التضييق الأمني والاقتصادي ومصادرة المواد الشخصية التي يحملها الطلاب والموظفون خلال دخولهم إلى مدينتهم، في أسلوب مشابه للذي اتبعته قوات الأسد مع كل المناطق التي حاصرتها وانتهت بالسيطرة عليها.
سيطرت قوات الأسد على مدينة الصنمين في مطلع من آب الماضي، حينما أحكمت قبضتها على كامل محافظة درعا في الجنوب السوري، وهجرت مقاتليها إلى الشمال السوري ممن لم يرغبوا بتوقيع اتفاق تسوية مع النظام السوري.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :