رجل في الأخبار.. الأفيوني يد دينية للأسد في ملفين

  • 2019/05/21
  • 6:46 م

مفتي دمشق وريفها محمد عدان الأفيوني يصافح رئيس النظام السوري بشار الأسد (سانا)

تسلم مفتي دمشق وريفها محمد عدنان الأفيوني مهامه، من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في إدارة مركز “الشام الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف”، في العاصمة دمشق.

بدأ “شيخ المصالحة الوطنية” و”إصلاح ذات البين” مهامه اليوم، الثلاثاء 21 من أيار، في المركز الذي يضم أقسامًا لتأهيل الأئمة والخطباء وللعلوم الشرعية ورصد الأفكار المتطرفة ومعالجتها وقسم لمكافحة الفكر المتطرف وأخر للبحث العلمي.

ولد الشيخ محمد عدنان الأفيوني مفتي دمشق وريفها 1954، في العاصمة السورية دمشق، ودرس في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد، ودرس في كلية الدعوة الإسلامية بدمشق وتخرج منها.

مؤسسة دينية تحارب التطرف

وبدأ مبكرًا في مهامه التي تتركز على ما يصفه بمحاربة التطرف وحارب الدعوات التي تروج للجهاد في سوريا ووصفها بـ”المغرضة”، معتبرًا أن سوريا تحتاج لجهود “الصادقين في العالم العربي والإسلامي لحمايتها من القتل والدم والانهيار”.

وتابع دراسته في كلية الدراسات العليا في جامعة أم درمان في السودان ونال شهادة الماجستير بدرجة ممتاز.

رفض الأفيوني منصب الإفتاء في دمشق وريفها، واعتذر أكثر من مرة قبل أن يعود مطلع عام 2013 لاستلام مهامه، بعد جولة له في مصر ولبنان لتحسين العلاقات بين الدولتين وسوريا.

وفي زيارته لوهران الجزائرية بدأ الأفيوني بنشاطه الدعوي لنبذ العنف ومحاربته وردع التطرف “الذي أسس له أصحاب فكر مزيف ومغالط يتخذ من الإسلام مطية للاستعطاف الناس وتجنيدهم في دوامة القتل والعنف والتعصب”، بحسب تعبيره.

تناول الأفيوني في محاضرته الأولى في وهران، في حزيران 2016، مسألة “نبذ التشدد والغلو في الدين وأدب الاختلاف” ودعا علماء الأمة الإسلامية إلى “ضرورة نشر الفكر الصحيح كوسيلة لنبذ العنف والتطرف والتشدد في الدين، وذلك باستفاقة فكرية وحشد علمي مستمد من حقائق الدين الإسلامي الصحيح”.

ويؤطر النظام السوري الحرب في سوريا على أنها ضد “الإرهاب والتطرف”، وهي لغة استخدمها الأسد منذ الأيام الأولى للحراك المدني المطالب بالإصلاحات في عام 2011.

إلا أن منظمات حقوقية دولية تعتبر الأسد مسؤولًا عن معظم الجرائم في سوريا منذ آذار 2011، إذ تفرض دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على الأسد ونظامه بسبب دوره بارتكام جرائم الحرب.

وبحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فإن قوات الأسد مسؤولة عن مقتل 198409 مدنيين منذ آذار 2011 حتى آذار الماضي، كما قتلت قوات الأسد ما لا يقل عن 22488 طفل وطفلة.

يشغل مفتي دمشق منصب معاون لرئيس مجلس الإدارة في مجمع الشيخ أحمد كفتارو، وهو مدير المعهد التأهيلي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بالإضافة لكونه مدرسًا في كلية الدعوة الإسلامية في كلية أصول الدين وكلية الشريعة والقانون لمواد المصطلح وعلوم السنة وتاريخ التشريع الإسلامي والاخلاق الإسلامية والتزكية والخطابة وفن الحوار.

تسويات تحت النار

انتقل للعمل بالصلح والإصلاح وخاض مفاوضات على عدة مستويات في تسويات الريف الدمشقي الذي كان يخضع لسيطرة المعارضة، وانخرط في المفاوضات التي كانت جارية مع المعارضة المنتشرة في داريا.

وكان مفتي دمشق راعيًا لوفد الحرس والقصر الجمهوري، في 2014، في مفاوضات داريا، لإيقاف القتال هناك، قبل أن يشارك في المفاوضات الأخيرة التي خرجت بها المعارضة إلى الشمال السوري.

في أيلول من 2016 أم الأفيوني برئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مسجد سعد بن معاذ بداريا بعد تفريغها من أهلها ومقاتليها، وكان أول الداخلين إليها مع أبرز مسؤولي النظام.

وفي الخطبة التي ألقاها حينها اعتبر أن “اختيار سيادة الرئيس الصلاة في هذا المسجد في داريا المباركة لهو إيذان عملي بإعادة الإعمار في هذه البلدة”.

إلا أن أيًا من مشاريع إعادة الإعمار لم تنفذ حتى الآن في داريا وغيرها من المدن السورية، وتقتصر الجهود على مبادرات فردية ونشاطات محدودة للبلديات.

بعد عام خرج الأفيوني للضغط على فصائل وأهالي الغوطة الشرقية، بهدف إنجاح عملية المصالحة التي كانت موسكو تفاوض عليها مع فصائل المنطقة.

ركز مفتي دمشق على المصالحات، واعتبر أهمية تنفيذ أي مصالحة تأسيسًا لمصالحات أخرى.

إلا أن هذه التسويات (المصالحات وفق الرواية الرسمية) جاءت في داريا والغوطة الشرقية والزبداني ومضايا وحلب وريف حمص بعد حصار خانق، وعمليات عسكرية بقصف جوي ومدفعي.

وأشار أفيوني إلى عدم إيمانه مرارًا بالمقاتلين الذين هددوا وعطلوا كل المصالحات، كما قال إنه مؤمن بحراك الجماهير بالدفع لقوة المصالحة.

ولكنه لم يعبر قبل عن الجماهير التي تجمهرت في الساحات لتحصيل مطالبها مع مطلع عام 2011.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا