أنفقت ألمانيا على اللاجئين 23 مليار يورو عام 2018، بزيادة تصل إلى 11% عن عام 2017، بحسب تقرير لوزارة المالية الألمانية، صدر أمس 20 من أيار.
ووجهت الحكومة الألمانية ميزانيتها المخصصة للاجئين، الذين يزيد عددهم على المليون، لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع الألماني، ولمحاربة الأسباب الرئيسية للهجرة في بلادهم، حسبما نقلت وكالة “رويترز” التي اطلعت على التقرير.
وستناقش المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تقرير الحكومة السنوي خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء.
أنفقت الحكومة 7.9 مليار يورو على الإجراءات الهادفة لمنع الهجرة إلى أوروبا وتحسين المعيشة في البلاد المصدرة للمهاجرين، بزيادة بلغت 16% عن مخصصات عام 2017.
وتلقت الولايات الألمانية الـ16 مبلغ 7.5 مليار يورو لإسكان اللاجئين وتقديم الدورات اللازمة لدمجهم في المجتمع.
وصل إلى ألمانيا منذ اتخاذها سياسة الباب المفتوح، عام 2015، ما يزيد على 1.2 مليون لاجئ، في موجة لجوء غير مسبوقة معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق.
وكانت ألمانيا قد تعهدت بتقديم مبلغ 1.44 مليار دولار لدعم الشعب السوري، خلال مؤتمر “بروكسل 3” للدول المانحة والذي عقد ما بين 12 و14 من آذار الماضي.
ودعا وزير المالية الألمانية، أولاف شولتس، في آذار الماضي، إلى تقليص التكاليف المقدمة للهجرة واللجوء من 20 مليار يورو، وهي ميزانية عام 2017، إلى 16 مليار يورو، حسبما نقلت صحيفة “بيلد” الألمانية.
ويأتي ذلك في ظل سياسة ترشيد الإنفاق التي ستتبعها الحكومة الألمانية عقب تحذيرات بحصول عجز في الميزانية يصل إلى 25 مليار يورو بحلول العام 2023، وتوقعات بتراجع النمو الاقتصادي وإيرادات الضرائب، في وقت ترتفع فيه الأجور.
وستطال سياسة الترشيد اللاجئين أيضًا.
وقد لاقت هذه المقترحات انتقادات من قبل شخصيات سياسية ومنظمات، إذ اعتبر رئيس وزراء ولاية ويستفاليا، آرمين لاشيت، أن “هذا الاقتراح غير قابل للنقاش”، مؤكدًا ضرورة أن يأخذ السياسيون “التماسك الاجتماعي” بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن ذلك لا يتحقق إلا إذا استمرت الحكومة بالوفاء بمسؤوليتها في تقديم الدعم الكافي اللازم لعملية إدماج اللاجئين بالمجتمع.
وكانت صحيفة “الواشنطن بوست” بينت في تقرير نشر في 5 من أيار الحالي، الآثار الإيجابية للاجئين على الاقتصاد الألماني، ونقلت عن المدير السابق لمعهد برلين للتكامل التجريبي وبحوث الهجرة، ولفغانغ كاستوبا، قوله “إن كان الألمان يريدون الحفاظ على حالهم الاقتصادي الجيد، فنحن بحاجة لحوالي نصف مليون مهاجر كل عام. إننا بحاجة لضمان بقاء مجتمعنا شابًا، لأنه يكبر بسرعة كبيرة”.
–