“لأنهم يعاملوننا كما لو أننا من كوكب آخر.. ونحن نرى أن ما نطلبه نفس الحقوق التي ينبغي أن تكون للجميع في كل مكان.. ولأننا نحتاج إلى التضامن العالمي من أجل إيقاف العنف والتطرف..”، هكذا عرف ناشطون سوريون حملة “كوكب سوريا” التي انطلقت في 24 آذار الجاري.
ويعمل على الحملة منظمات مدنية كمؤسسة دولتي ومنظمة بدائل و The Syria Campaign، وقد وقّع على بيانها 85 جمعية سورية ناشطة، أبرزها مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ومنظمة النساء الآن من أجل التنمية، وغيرها من المنظمات الحقوقية والنسائية والكردية والآشورية.
كما انضم إلى الحملة 37 منظمة دولية منها آفاز التي تملك حوالي 14 مليون مشارك، إضافة إلى منظمات SYRIAN American Council ،PAX.
وتهدف الحملة إلى المساهمة في وقف قصف البراميل المتفجرة على المدن والبلدات السورية من قبل قوات الأسد، والذي ازداد بعد قرار الأمم المتحدة 2319 القاضي بإيقافه، إضافة إلى وقف التطرف من جميع أطراف النزاع.
ويقول بسام الخطيب مسؤول التواصل في مؤسسة دولتي حول إطلاق الحملة أنه “في كانون الأول 2014 اجتمعت مجموعة نشطاء سوريين وغير سوريين وأبدوا سخطهم بسبب عدم بذل الجهود لوقف العنف”، وأضاف “أجرينا مسح يعتمد مقابلات شخصية مع 227 ناشط سوري سلمي حول سوريا بغية ربط حملتنا بمطالبهم بشكل وثيق وتواصلنا مع مجموعات سورية، وبالتالي خرجنا بهذه الحملة من الداخل السوري”.
أما بالنسبة للتجاوب “فقد لمسنا تفاعلًا لافتًا مع مطالب الحملة، وهذا على الصعيد الداخلي بين النشطاء السوريين خاصة في الشمال السوري ومن النشطاء السلميين حول العالم”، وفق الخطيب الذي يتابع “وصلتنا رسائل دعم من مختلف قارات العالم تؤكد وقوفها مع الحملة”.
لكن الخطيب يشير إلى أن “تحقيق مطالب الحملة ليس بالأمر السهل، لكننا نؤمن أن الوصول للثمرة من الحملة يتطلب منا جهدًا أكبر ويتطلب حشدًا جماهيريًا واسعًا”.
وحول نشاط الحملة على الأراضي السورية، يوضح الخطيب أنها تقتصر حاليًا على أعمال “غرافيتي” على الجدران، مردفًا “نتمنى أن تدفع الحملة جميع الناشطين على المشاركة بها، فهي ليست لمؤسسات أو جهات بذاتها بل لكل النشطاء السوريين؛ الحملة لكل من يدعو لوقف العنف وإحلال السلام في سوريا”.
ويعتبر تاريخ 7 نيسان “يومًا مهمًا حيث سيقوم ناشطون حول العالم بنشاطات تحمل شعارات الحملة ورسائلها، من أجل إظهار تضامن أولئك الذين يافعون عن الحرية والعدالة والكرامة على كوكب سوريا”، كما يقول الخطيب الذي يؤكد أن “أطراف النزاع لن تستجيب دون تحرك من المجتمع الدولي والضغط لوقف العنف والتطرف”.
يذكر أن حملات مشابهة أطلقها سوريون للتذكير بالمعاناة التي يعيشها الشعب السوري في ظل المعارك المستمرة منذ أربعة أعوام، واستهداف نظام الأسد للمدنيين بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا، إلا أن الإرادة الدولية تبقى صامتة دون أي أداة فعلية لردعه.