فنانون سوريون برزوا في سماء مصر
يطلق على مصر اسم “هوليود الشرق”، نظرًا لإنتاجها السينمائي الغزير بالنسبة للمنطقة العربية، وامتلاكها عددًا من استديوهات التصوير المجهزة بالتقنيات اللازمة لإنتاج الأعمال السينمائية، ووجود المعهد العالي للسينما، وهو أحد المعاهد الفنية التابعة لأكاديمية الفنون في القاهرة المختصة بتخريج الفنانين، للعمل في الحقل الفني المصري والعربي في مختلف التخصصات (تمثيل، إخراج، مونتاج، ديكور، نقد فني، فنون شعبية، موسيقى) إضافةً إلى عدد من التخصصات الأخرى.
ولا يقتصر الدور الفني لمصر على صعيد السينما فقط، بل يشمل الغناء والموسيقى والعديد من المجالات الأخرى.
هذه العوامل جعلت مصر قبلةً للكثير من الفنانين العرب منذ بدايات القرن العشرين للعمل في مصر، وبرزت منهم أسماء سورية أضافت الكثير للفن العربي.
فريد الأطرش
ولد فريد الأطرش في سوريا عام 1910 في مدينة السويداء، جنوبي سوريا، وانتقل مع أسرته وهو طفل للإقامة في مصر بعد وفاة والده.
عانى فريد وعائلته من الفقر في بداية حياتهم في مصر، قبل أن ينجح في إثبات موهبته عندما بدأ الدراسة في المعهد العالي للموسيقى، ليعمل لاحقًا مع بديعة مصابني.
سجل أغنيته الأولى “يا ريتني طير أطير حواليك”، وبات يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع.
قام ببطولة فيلم “انتصار الشباب” مع شقيقته أسمهان، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، كما أغاني فريد الأطرش وألحانه.
كانت أمنية فريد الأطرش التلحين لكوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق في حياته، رغم محاولاته المتكررة، وهو ما ذكره في عدة لقاءات تلفزيونية وإذاعية، حتى اتهمها بكرهه وأخته أسمهان، بشكل مباشر في لقاء إذاعي.
مثل فريد الأطرش في أكثر من ثلاثين فيلمًا، كانت جميعها من بطولته، منها “انتصار الشباب” و”ودعت حبك” و”حبيب العمر”، كما لحن للعشرات من المطربين العرب على رأسهم وديع الصافي وشادية وفايزة أحمد وسميرة توفيق وشقيقته أسمهان.
كانت لفريد الأطرش عدة ألقاب منها “ملك العود”، ومن أشهر أغانيه “وياك” و”قلبي ومفتاحه”.
https://www.youtube.com/watch?v=cz_iwHUsKyc
حاز فريد الأطرش على الجنسية المصرية إضافةً لجنسيته السورية الأم، وكذلك الجنسيتين اللبنانية والسودانية.
كما برزت شقيقته أسمهان، التي قدمت عشرات الأغاني التي يتداولها الجمهور العربي حتى اليوم.
ومن أشهر أغاني أسمهان “ليالي الأنس في فيينا” و”يا حبيبي تعال الحقني شوف اللي جرالي”، كما مثلت في عدد من الأفلام السينمائية ومنها فيلم “انتصار الشباب”.
توفي فريد الأطرش في عام 1974 فيي بيروت إثر أزمة قلبية، ودفن في القاهرة، بجانب شقيقته أسمهان.
سعاد حسني
تعد سعاد حسني، الملقبة بالسندريلا، إحدى أبرز الممثلات العريبات في تاريخ السينما العربية، والدها هو الخطاط السوري الشهير محمد حسني البابا، الذي هاجر من مدينة حلب السورية باتجاه مصر في بدايات القرن العشرين، وعين في المعهد الملكي للخط العربي، وعمها هو أنور البابا، الممثل السوري الشهير الذي أدى شخصية “أم كامل” وأحد أشهر الممثلين السوريين.
لقبت سعاد حسني “بالسندريلا”، و”الفنانة الشاملة”، وذلك لاستطاعتها الغناء والتمثيل والرقص وأداء مختلف الأدوار أمام الشاشة، وبدأت بالعمل الفني وهي طفلة من خلال برنامج إذاعي يدعى “بابا شارو”، وأدت فيه أغنية “أخت القمر”، مع عدد من الأطفال.
ولدت سعاد حسني في عام 1943 في حي “بولاق أبو العلا” في العاصمة المصرية القاهرة، وأدت شخصية أوفيليا على المسرح ضمن مسرحية “هاملت”، عن طريق الشاعر عبد الرحمن الخميسي، لتؤدي بعدها شخصية “نعيمة” في فيلم “حسن ونعيمة” من إخراج أحد أهم المخرجين المصريين “هنري بركات” في عام 1959، لتقدم بعدها عددًا من أشهر الأفلام السينمائية في العالم العربي، وتم اختيار ثمانية أفلام من بطولتها ضمن قائمة أفضل مئة فيلم مصري، منها فيلم “الكرنك” من إخراج علي بدرخان، و”خلي بالك من زوزو” لحسن الإمام، و”زوجتي والكلب” لسعيد مرزوق، لتكون صاحبة الرقم القياسي إلى جانب الفنانة فاتن حمامة.
قدمت سعاد حسني اكثر من 90 فيلمًا سينمائيًا، بالإضافة للمسلسل التلفزيوني “هو وهي”، من بطولتها وأحمد زكي، إضافةً لتسجيلها رباعيات صلاح جاهين بصوتها، إلى جانب المسلسلات الإذاعية.
قدمت آخر أفلامها في عام 1991، إلى جانب يسرا وأحمد زكي، في فيلم الراعي والنساء من إخراج علي بدرخان.
توفيت سعاد حسني في 21 من حزيران من عام 2001، في العاصمة البريطانية لندن، إثر سقوطها من شرفة منزلها، وتضاربت الأقاويل حول انتحارها أو مقتلها.
نجاة الصغيرة
هي أخت سعاد حسني غير الشقيقة، ولدت في عام 1938 في العاصمة المصرية القاهرة، وشاركت في أول أفلامها عام 1947، وكانت في الثامنة من عمرها.
قدمت نجاة عشرات الأغاني بصوتها من تلحين كبار الموسيقيين المصريين، ولحن لها محمد عبد الوهاب، أغنية “كل ده كان ليه”، التي غناها بصوته فيما بعد، وكذلك فعل عبد الحليم حافظ، كما لحن لها إحدى أشهر أغنياتها “لا تكذبي” وهي من كلمات كامل الشناوي.
كما لحن لها بليغ حمدي وهاني شنودة وسيد مكاوي وغيرهم من كبار الملحنين، وإلى جانب الغناء قامت نجاة ببطولة عدد من الأفلام السينمائية كان آخرها فيلم “جفت الدموع” إلى جانب رشدي أباظة في عام 1976.
غنت نجاة الصغيرة العديد من القصائد الشعرية، لنزار قباني وعبد الرحمن الأبنودي وكامل الشناوي.
قررت نجاة الاعتزال في عام 2002، إلا أنها عادت لاحقًا بأغنية “كل الكلام” في عام 2017.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :