تسعى ماليزيا لاستعادة مواطنيها العالقين في سوريا، مع تلقيها لطلبات مباشرة من بعضهم لمساعدتهم على المغادرة، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.
وقال رئيس الفرع الخاص لمكافحة الإرهاب، أيوب خان، إن 39 من أصل 65 مواطنًا ماليزيًا في سوريا قد تواصلوا مع عائلاتهم أو مع الشرطة بشكل مباشر لطلب استعادتهم.
“الرقم في تزايد. كان آخر تواصل بيننا خلال شهر الصيام”، حسبما قال خان في مؤتمر صحفي في كوالالمبور، السبت 18 من أيار.
وأشار إلى أن معظم الماليزيين في سوريا موجودون في مخيم “الهول”، شرقي الحسكة، “هناك 11 من النساء، 12 من الصبيان وست فتيات في المخيم، أما بالنسبة للرجال، تسعة منهم محتجزون في سجن الحسكة وواحد آخر في إدلب”.
تستغرق عملية استعادة الماليزيين وقتًا طويلًا لأنها تقتضي التعاون بين أجهزة مختلفة، في حين تستعد الحكومة لاستقبالهم، كل حسب حالته.
وأوضح خان، “سيتم احتجاز الرجال والتحقيق معهم. أما بالنسبة للنساء والأطفال، فكل حسب حالته لأن البعض اضطروا للحاق بأزواجهم (أو عائلاتهم)”.
وأضاف، “خلال عملية الاستجواب، سيقدم المستشارون والأطباء النفسيون ورجال الدين النصح، وسيقيمونهم كي لا يتورطوا بالإرهاب مجددًا”.
جاءت تصريحات رئيس الشرطة بعد حضور الإفطار السنوي، الذي عقد في فندق “سيري باسيفيك”، بحضور 122 من المعتقلين ورجال الميليشيات السابقين مع عائلاتهم، بعد أن عادوا للانخراط في المجتمع.
“الإفطار هو جزء من جهودنا للحفاظ على صلات وثيقة مع معتقلينا السابقين. إننا معهم في كل خطوة، من احتجازهم وحتى إطلاق سراحهم. ونزورهم بشكل منتظم”.
وتابع “بإمكانهم التواصل معنا في حال واجهوا أي مشاكل، إن كانت اقتصادية أو تتعلق بالتوظيف. سنحاول مساعدتهم”.
وقال خان إن هناك أكثر من 500 معتقل سابق في ماليزيا ولكن هذه العلاقة الخاصة التي تشكلت بينهم مع الشرطة كانت ناجحة جدًا في منعهم من العودة لطرقهم السابقة، “لدينا 239 معتقلًا سابقًا كانوا متصلين بالجماعة الإسلامية. بفضل برامجنا واهتمامنا بهم، سبعة فقط عادوا للتطرف”.
تمثل قضية استعادة المقاتلين الأجانب من سوريا قضية شائكة بالنسبة لدولهم الأصلية ولقوات “سوريا الديمقراطية” التي تعاني من احتجازهم في مخيماتها شرقي سوريا، إذ تذرعت معظم الدول الأوروبية بمخاوفها الأمنية وصعوبة الإجراءات اللازمة للامتناع عن استقبالهم.
كما تستمر المنظمات الإغاثية والحقوقية بالدعوة لتقديم الدعم للمخيمات السورية، للتخفيف من سوء الظروف المعيشية، خاصة في مخيم “الهول” الذي يضم ما يزيد على 73 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال.
–