مرت كرة القدم في موسم 2018-2019 بحالة استثنائية في قوة المنافسات على الصعيدين المحلي والأوروبي لا سيما في الدوري الإنجليزي والدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
وعلى الرغم من علو كعب أندية على حساب أخرى في الدوريات المحلية من الدوريات الأوروبية الكبرى المتبقية، لم يخرج نادٍ راضيًا عن المكاسب التي حققها، إذ خسر ليفربول سباق الدوري بعد تحقيقه لـ 97 نقطة، وخرج مانشستر سيتي من دوري الأبطال دون تحقيق اللقب، وخرج برشلونة بريمونتادا ثانية في موسمين قضت على الآمال بخماسية أو سداسية جديدة.
في حين تمثل تجربة المدرب الإيطالي ماوروسيو بوكتينيو مع توتنهام الإنجليزي حالة مثالية لمدرب لم يقم بصفقات منذ موسمين ويصل إلى النهائي في دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه.
مشوار الدوري الأصعب.. غوارديولا يحسم
نقطة واحدة حسمت الدوري الإنجليزي لصالح مانشستر سيتي الذي وقف مع ليفربول في سباق اللاخسارة في 13 مباراة متتالية، وهذا كان التحدي، إذ إن أي نقطة يضيعها فريق يخسر معها لقب الدوري الإنجليزي.
حسم المدرب الإسباني بيب غوارديولا اللقب من خلال النفس الطويل الذي لعب فيه على مدار 13 مواجهة، منها مع مانشستر يونايتد وتوتنهام وليستر سيتي، وخرج منها من دون أضرار.
ولكن مدرب نادي ليفربول، يورغن كلوب، الذي لحق بمانشستر سيتي على قدم وساق، جمع 97 نقطة في الموسم، كانت كفيلة بتتويج النادي بلقب البطولة في 26 موسمًا بالدوري الممتاز، باستثناء الموسمين الأخيرين بسبب كسر مانشستر سيتي الرقم القياسي حينما حقق دوري الـ 100 نقطة.
وعلى الرغم من قوة السيتي الموسم الحالي، خسر الرهان في دوري الأبطال، مستمرًا بنكساته الأوروبية المتتالية.
كلوب وبوكتينيو إلى نهائي دوري الأبطال
كلوب عانى من مرارة خسارة الدوري الإنجليزي في يوم كان يحتفل مع لاعبيه بالتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وضمد الجراح برباعية عصفت بآمال فالفيردي بتعزيز رقم برشلونة المحلي ببطولة أوروبية، وكسر جدال “المعبد” الذي افتعله مع جماهير برشلونة حينما قال قبيل مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا “الكامب نو ليس معبدًا”، في إشارة منه إلى أنه لا حاجة للرهبة هناك، فحوّل كلوب الأنفيلد إلى معبد لكرة القدم وقبلة للجماهير حينما قلب الطاولة على ميسي ورفاقه الذين بدوا عاجزين عن مد كلوب الهجومي وحماسته التي أشعلت الأخضر قبل اليابس.
أكبر المتفائلين بليفربول لم يكن يتوقع العودة بالنتيجة على حساب برشلونة، بعد أن كان خاسرًا بثلاثية، وكذلك فإن أكبر المتشائمين بنادي برشلونة والخائفين من تكرار سيناريو روما لم يتوقعوا ما حدث في أرضية الأنفيلد.
استطاع كلوب، بمن حضر بعد إصابة لاعبيه (محمد صلاح وفيرمينو)، تجاوز عقبة برشلونة وكاد أن يرفع لقب الدوري الإنجليزي، آملًا أن يتعثر مانشستر سيتي كما تعثر جيرارد أمام تشيلسي في لقب 2005 ولكن لعنة المركز الثاني لحقت بكلوب في الدوري وليس من المستبعد أن تنتظره في دوري الأبطال، طالما أن خصمه نادي توتنهام ومديره الفني ماوريسيو بوكوتينيو الذي فجر مفاجأة قوية دوت في دوري الأبطال، حتى باتت هي المرة الأولى الذي ينجح فيها فريق خاسر بالأدوار الإقصائية بالعودة بالنتيجة خلال 45 دقيقة فقط.
بوكتينو خسر مع أياكس في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بهدف دون رد، وفي مباراة الإياب لعب الشوط الأول وخرج منه خاسرًا بهدفين ليصبح المجموع ثلاثة أهداف دون رد لصالح فريق العاصمة الهولندية أياكس.
ظهرت شخصية بوكتينيو بين الشوطين، وخرج المارد ليعوض الأهداف التي عصفت بحارس مرماه الفرنسي لوريس الذي كانت له يد قوية في الوصول إلى النهائي، وانتفض لوكاس مورا البرازيلي المزاجي بثلاثية ضمنت التأهل لفريقه للمرة الأولى إلى نهائي دوري الأبطال.
بوكتينيو في الموسم الحالي كان رجل الدقائق الأخيرة، إذ تأهل على حساب أياكس في الدقيقة الأخيرة وتأهل على حساب مانشستر سيتي في الدقائق الأخيرة.
يلتقي توتنهام هوتسبير وليفربول في ملعب وانداميترو بوليتانو في مطلع شهر حزيران المقبل، في مواجهة بين حامل للقب وطامح بالتجديد وبين واصل لأول مرة في تاريخه يعتزم كتابة تاريخ جديد.
ضعف الأندية الإسبانية تغطي عيوب فالفيردي محليًا
نجح مدرب نادي برشلونة إرنستو فالفيردي بالتتويج بلقب الدوري الإسباني للموسم الثاني على التوالي، في وقت فشل فيه بالوصول إلى الأدوار النهائية أوروبيًا، منذ 2015.
تأهل فالفيردي مع برشلونة إلى نهائي كأس ملك إسبانيا لملاقاة فالنسيا الذي نجح أخيرًا بالوصول إلى مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
النجاح المحلي أخفى عيوب فالفيردي في وقت يشهد الدوري الإسباني ضعفًا في صفوف بطل أوروبا ثلاث مرات متتالية (ريال مدريد) وعدم قدرة أتلتيكو مدريد على المحافظة على النسق الذي يسمح له بمزاحمة برشلونة المستفيد من سقوط ريال مدريد المحلي، خلال الموسمين الماضيين.
انتهى الدوري الإسباني في الموسم الحالي بتصدر برشلونة بواقع 86 نقطة متفوقًا على أتلتيكو أقرب ملاحقيه بعشر نقاط برصيد 76 نقطة، بينما يقبع ريال مدريد في المركز الثالث برصيد 68 نقطة.
لعب فالفيردي 37 مباراة فاز في 26 مناسبة وتعادل في ثمانٍ وخسر في ثلاث مسجلًا 88 هدفًا بالوقت الذي تلقت شباكه 34 هدفًا، في حين لم تتلقَّ شباك أتلتيكو مدريد، الذي خسر مباريات أكثر، إلا 26 هدفًا في جميع المواجهات التي لعبها في الدوري الإسباني.
تعالت الأصوات في الإقليم الكاتلوني المطالبة برحيل فالفيردي عن الكامب نو، وتحدثت الصحافة الإسبانية عن مدرب أياكس صاحب الإنجاز الكروي الفريد، إيرين تين هاج، الذي قال إنه باق في مركزه بالوقت الحالي مع أياكس أمستردام.
إريك تين هاج جوهرة الموسم
خطف الهولندي المدير الفني لنادي أياكس أمستردام الأضواء في مسيرته الأوروبية والمحلية المميزة، لا سيما بعد خطفه لبطاقة التأهل من ريال مدريد في الدور 16، وخطفه بطاقة التأهل إلى نصف النهائي من يوفنتوس الإيطالي، قبل أن يصطدم بطموح بكوتينيو الذي كان عازمًا على الوصول إلى النهائي.
حقق إريك تين هاج موسمًا مميزًا حصد فيه بطولة الدوري الهولندي بعد سباق قوي مع بي إس في آيندهوفين، وحمل بطولة كأس هولندا، وحصد لقب أفضل مدرب في الدوري الهولندي بالموسم الحالي.
وانهالت العروض على المدرب الهولندي بعد النجاح الذي وصل إليه في موسم واحد، وأعلن عن رفضه عروضًا تلقاها من تشيلسي الإنجليزي وبرشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، وقال إنه مستمر في منصبه مع أياكس الموسم المقبل رغم سعادته الكبيرة بالعروض التي انهالت عليه.
إريك تين هاج من مواليد هاكس بيرج الهولندية عام 1970، بدأ مسيرته مع عالم كرة القدم كلاعب، حيث لعب في مركز المدافع، ودافع عن ألوان عدة أندية هولندية كلاعب ومنها تفنتي، جرافشاب، أوتريخت.
بدأ إريك تين هاج مسيرته في التدريب عام 2012، حيث شغل منصب المدير الفني لفريق Go Ahad Eagles الهولندي، ومن ثم أصبح المدير الفني لنادي بايرن ميونخ الرديف من 2013 حتى 2015.
بزغت نجومية تين هاغ في عالم التدريب، مع نادي أوتريخت الهولندي ودربه ما بين عامي 2015-2017، وأنهى الموسم الأول له بالمركز الخامس في الدوري وفاز معه بكأس هولندا عام 2016، قبل أن يتولى تدريب أياكس الصيف الماضي.