عنب بلدي – خاص
تنفذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حملات اعتقالات في مناطق سيطرتها شرق الفرات تحت ذريعة التبعية لخلايا إرهابية مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كثفت “قسد” الاعتقالات في ظل مظاهرات ضد الفساد والحالة الاقتصادية عقب إعلانها النصر النهائي على تنظيم “الدولة” في آذار الماضي، وتزداد تلك الحملات مع كل تفجير أمني تتعرض له قواتها ونقاطها العسكرية.
ذرائع رسمية
أعلنت “قسد” الجمعة الماضي، أنها ألقت القبض على 42 شخصًا ضمن حملة ملاحقة “الخلايا النائمة” التابعة لتنظيم “الدولة”، وشملت الحملة مناطق تمتد من مدينة الشحيل شرقي دير الزور حتى منطقة الهول بريف الحسكة.
وفي هذه الأثناء، أعلنت القوات الكردية، الأربعاء الماضي، اعتقال أربعة أشخاص في قرية الجرذي شرقي دير الزور، من المشاركين في تلك المظاهرات، واتهمتهم بالتبعية لتنظيم “الدولة”.
وعرضت أسلحة وذخائر قالت إنها كانت بحوزة المعتقلين إضافة للافتات كتبت عليها شعارات ومطالب تنادي بـ “إخراج السجناء وإخلاء المخيمات وتسأل أين النفط”، إلى جانب كتابة أسماء بعض العشائر على تلك اللافتات، موجهة إليهم تهمة “تسييس” المظاهرات.
وبحسب شبكات محلية في المنطقة منها “فرات بوست” و”دير الزور24″، فإن “قسد”، حشدت بعض قوات الدفاع الذاتي التابع لها في محيط قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، تمهيدًا لشن حملة اعتقالات ومداهمات، بالتزامن مع المظاهرات الشعبية في المنطقة.
وكان القيادي، جيا فرات، قال لوكالة “رويترز”، في آذار الماضي، “ستنتقل قسد قريبًا للمرحلة المقبلة وهي ملاحقة الخلايا النائمة وفلول داعش المنتشرين في كل المناطق لتأمين المنطقة”.
اعتقالات وتهم جاهزة
وتوزعت التهم التي تحملها قوائم الاعتقال ضد سكان المنطقة بين التجنيد الإجباري وبين التعامل أو الانتماء إلى تنظيم “الدولة”، وكانت بعض عمليات الاعتقال تجري عبر إنزال بطيران مروحي تابع للتحالف الدولي.
أبرز تلك العلمليات كانت عملية مداهمة في حي الكتف بمدينة الشحيل بريف دير الزور، في 9 من أيار الحالي، عبر طيران مروحي تابع للتحالف الدولي للقبض على خلية تابعة للتنظيم، بحسب الإعلان الرسمي لـ “قسد”.
ونتج عن تلك العملية مقتل ستة مدنيين من عائلة واحدة واعتقال اثنين آخرين، لتشهد المدينة غضبًا شعبيًا أدى إلى قطع الطرقات وإحراق مقرات ونقاط عسكرية تابعة لـ “قسد”، تنديدًا بما وصفه المتظاهرون بـ “المجزرة” بحق المدنيين، بعد أن نفى ناشطو المدينة أي علاقة للضحايا بالتنظيم.
كما أن شبكات محلية منها “فرات بوست” و”دير الزور24″، اتهمت “قسد” بتنفيذ عشرات حملات المداهمات في مناطق سيطرتها وخاصة دير الزور خلال الأسابيع الماضية، بتهم الانتماء للتنظيم أو لـ “جبهة النصرة”.
وقالت “فرات بوست” الأربعاء الماضي، إن عناصر القوات نفذوا حملة مداهمات في بلدة درنج ضد مطلوبين وبرفقة ملثمين لإرشادهم إلى أماكن الملاحقين، إضافة لحملة مشابهة في الرقة.
وتحدثت الشبكة أن “قسد” بدأت حملة مداهمات واسعة، في 14 من أيار، بدءًا من منطقة الشدادي بريف دير الزور حتى الحدود الإدراية للمحافظة، وذلك للبحث عن مطلوبين وأسلحة وبتفتيش دقيق في كل المنازل.
وكانت عشائر مدينة الشحيل عقدت اجتماعًا، في 13 من أيار، خرجت فيه بعدة قرارات بينها مطالبة التحالف الدولي بالتدخل من أجل وقف “قسد” عن الانتهاكات التي تقوم بها، وآخرها مقتل مدنيين بتهمة تبعيتهم لتنظيم “الدولة”.
واتهم الوجهاء، في بيان مصور، “قسد” باستغلال ثروات المنطقة الشرقية، ومقتل مدنيين بتهمة الانتماء للتنظيم، رغم إثبات التحقيقات أن لا علاقة لهم بأي أطراف تنظيمية، وذلك تعقيبًا على المظاهرات الشعبية التي شهدتها مدينة الشحيل والتي تعد أبرز التحديات في وجه القوات منذ انتهاء معاركها مع تنظيم “الدولة”.
وفي خطوة لتخفيف الانتقادات، أفرجت “قسد” عن 43 معتقلًا من سجونها في دير الزور، اعتقلتهم في وقت سابق بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وقالت إن “أيديهم لم تتلطخ بالدماء،ـ في استجابة لطلب شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور”، بحسب وكالة “هاوار” التابعة للإدارة الذاتية.