السويداء – نور نادر
ما زال التحقيق في قضية مقتل القيادي البارز، وسام العيد، التابع لقوات “شيخ الكرامة”، يسبب تصعيدًا في السويداء، منذ إعلان مقتله في حادثة اغتيال تمت بتاريخ 2 من أيار 2019، في مدينة صلخد جنوب السويداء.
وكان وسام تعرض لإطلاق نار كثيف من الخلف بعد وصوله، هو ورفاقه، بسيارته الى ساحةٍ وسط المدينة، ما دفع قوات “شيخ الكرامة” لفتح باب التحقيق ومعرفة مَن وراء العملية.
من هو وسام العيد وما دوره؟
وسام كان من أوائل من التحقوا بفصيل “رجال الكرامة” بقيادة أبو فهد وحيد البلعوس، عام 2012، وشارك بعدة معارك بعد اغتيال البلعوس، ولكنه اختلف مع قائدها العام الجديد، يحيى الحجار.
انشق بصحبة ليث البلعوس (ابن أبو فهد) وشكلا فصيل قوات “شيخ الكرامة”، ومن ثم شكل مجموعة من التحالفات مع فصائل أخرى تحت مسمى “الشريان الواحد”.
برز اسمه في العديد من القضايا، أبرزها خطف ضباط وعناصر من النظام السوري.
“أبو رامي”، أحد المقربين من وسام، تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي إن وسام كان من المعارضين لسياسات أجهزة المخابرات السورية في المحافظة.
وتابع أن تلك المعارضة سببت اتهامه بالعديد من عمليات الخطف، لكن لم يتم إثبات أي عملية لأهداف مالية أو إجرامية، بل كانت جميعها بهدف الإفراج عن مخطوفين عن طريق مبادلتهم، أو للضغط على النظام للإفراج عن معتقلين.
وأضاف “أبو رامي” أن وسام شارك في عدة هجمات استهدفت قوات “الدفاع الوطني” في القرى الحدودية بهدف استرجاع بيوت الأهالي التي استولت عليها قوات “الدفاع”، أو الفصائل الأخرى الرديفة للنظام السوري، عنوة من أصحابها.
خيانة داخلية؟
رصدت عنب بلدي تعرض مفرزة الأمن العسكري في مدينة “صلخد” لإطلاق نار كثيف بعيد عملية الاغتيال، إلا أن إطلاف النار لم يسفر عن وقوع إصابات.
ونفت قوات “شيخ الكرامة” مسؤوليتها عن إطلاق النار، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في “فيس بوك“، نعت فيه وسام وأعلنت عن جهلها بالجهة المسؤولة عن حادث الاغتيال، مضيفة أن أفرادها لن ينجروا إلى الفتنة والتصرفات العشوائية قبل التحقق من هوية الفاعلين.
احتجز الفصيل، بحسب صفحته أيضًا، “الشخص الوحيد” الذي كان بجانب وسام، وذكر أن اسمه مازن ناصيف وهو أحد أفراد الفصيل نفسه، وتم التحقيق معه لعدة أيام حتى اعترف بملابسات القضية، بحسب الفصيل.
وتشير الاعترافات إلى مسؤولية مجموعة من المقربين لوسام، ومنهم المتهم نبراس حمزة، الذي حقق معه الفصيل في وقت سابق، وأفرج عنه.
وعندما حاول الفصيل الوصول إلى نبراس للتحقيق معه مجددًا رفض الاعتراف بالجريمة، دون تقديم أي أدلة لإثبات براءته أو تفسير أدلة تورطه، ما دفع الفصيل لمطالبة عائلته بتسليمه خلال 12 ساعة، يوم الثلاثاء 14 من أيار، لاستكمال التحقيق، معتبرًا أن رفض تسليمه هو إدانة بحد ذاتها.
انتقام يوقف عمل الدوائر الحكومية
بحسب مواطنين في مدينة صلخد، تحدثت إليهم عنب بلدي، فإن فصيل قوات “شيخ الكرامة” استهدف منزل نبراس حمزة بقذيقة “آر بي جي”، بعد علمه بهربه بصحبة أهله من البلدة.
كما حرق الفصيل مشحمًا وسيارة للمتهم، وسط حالة من القلق عاشتها المدينة على وقع أصوات الانفجارات وإطلاق النار، ما دفع المدارس والدوائر الحكومية للتوقف عن العمل لمدة يومين في صلخد، لكن دون صدور قرار رسمي بهذا الشأن نتيجة رفض الدولة الاعتراف بوجود أحداث شغب.
ونفت صفحة “المجمع التربوي في منطقة صلخد” خبرًا متداولًا عن اتفاق إدارات مدارس المدينة على تعطيل الدوام يوم 15 من أيار، نتيجة الأوضاع السائدة.
وعلقت “هذا الخبر غير صحيح والدوام منتظم في جميع مدارس مدينة صلخد غدًا ولا يوجد ما يقلق لحد الآن”.