يشرح كتاب شرق الجامع الأموي، للكاتب سامي مروان مبيض، تاريخ الحركة الماسونية في سوريا منذ عام 1868 حتى عام 1965، وهو العام الذي أصدر فيه الرئيس الأسبق، محمد أمين الحافظ، قرارًا بإغلاق جميع المحافل الماسونية في سوريا وحظر نشاطاتها بشكل كامل.
يحاول الكتاب منح القارئ فرصةً لمعرفة تاريخ الماسونية في سوريا بعيدًا عن عشرات الكتب التي صدرت على مدى سنوات، وكان هم أصحابها البيع السريع دون تدقيق تاريخي أو معرفة حقيقية، ودون تعريف مَن هم الماسونيون السوريون أو ما الحركة الماسونية نفسها.
بدأ الكتاب بشرح تاريخ الماسونية في سوريا، ونشأتها، وأهم الشخصيات التي كانت منتميةً إليها، من فارس بيك الخوري وعبد الرحمن الشهبندر وحقي العظم وغيرهم الكثير، لينتقل إلى المحافل الماسونية في سوريا وأنواعها ونشأتها وما المحافل الأكبر التي كانت تتبع لها، كذلك الاتهامات التي وجهتها الأحزاب السياسية السورية وعلى رأسها حزب البعث وحركة الإخوان المسلمين، للحركة الماسونية ببيع فلسطين في حرب عام 1948، ولاحقًا إتلاف المحافل الماسونية لأوراقها الرسمية بعد قيام الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958.
تقع جميع المحافل الماسونية في دمشق، شرق الجامع الأموي، ذلك أن المسجد في تلك الأيام كان عصب المدينة ومعلمها الأبرز، وبحسب أفكار الماسونيين فإن جميع المحافل يجب أن تكون في جهة الشرق، من ناحية شروق الشمس.
كما تحدث عن النوادي الماسونية الاجتماعية كنادي الروتاري، وكيف دخلت إلى سوريا وما علاقة البرجوازية الوطنية بالنادي.
وضّح الكاتب تاريخ الماسونية وعلاقتها بالحياة السياسية السورية وبالأحزاب، ودور شخصياتها البارزة في استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي، ومن ثم في الفترة ما بين 1946 وحتى عام 1963، والانقلابات العسكرية، قبل أن ينتقل للحديث بشكل خاص عن كل من عبد الرحمن الشهبندر وجميل مردم بيك وفارس الخوري وفخري البارودي.
يتضمن الكتاب بعض الوثائق التي نجت من الإتلاف على مر السنوات الماضية، إضافةً إلى صور لشخصيات سورية كان لها بالغ الأثر في السياسة والاقتصاد في سوريا وهي ترتدي اللباس الماسوني الكامل.
يقع الكتاب في 270 صفحة، وصدرت طبعته الأولى عن دار رياض الريس- بيروت في كانون الثاني 2017.