بين طرف يدعو للتسليح وآخر يحذر من الاقتتال
“نار الفتنة” تشتعل في السويداء
تعيش محافظة السويداء واقعًا استثنائيًا، إذ تزداد دعوات تسليح شبابها من قبل الرئاسة الروحية للموحدين الدروز، في حين تخرج بعض الأصوات المطالبة بتحكيم العقل ومنع الانجرار وراء الفتنة.
وكان لسيطرة المعارضة على مدينة بصرى الشام وقعها الخاص نظرًا لموقع المدينة المحاذي للسويداء، وزاد من مخاوف “الدروز” الاشتباكات الأخيرة بين جبهة النصرة وميليشيات الدفاع الوطني في قريتي ذيبين وبكا، وسقوط جرحى مدنيين ونزوح للأهالي.
الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين كان دعا إلى تسليح أبناء السويداء، وما لبثت الدعوة أن تحولت إلى طور التفعيل، إذ كشفت صفحات موالية عن بيانات انتساب أصدرتها الرئاسة الروحية أمس، وتهدف إلى تطويع أكبر عدد من شبان المحافظة للقتال إلى جانب الأسد.
وأكدت صفحة السويداء الموالية أن الخدمة تشمل “المدعوّين للاحتياط، الفارين، والمدنيين الراغبين بالتعاقد”، وأضافت أن “الخدمة للدفاع عن أرض السويداء وداخل السويداء حصرًا”.
من جهته دعا الشيخ وحيد البلعوس، أحد الرموز الدينية في السويداء، والذي عرف بمواقف مناهضة لحكومة الأسد، في بيان مصور يوم أمس إلى مؤتمر إنقاذ وطني في قرية القريا (مسقط رأس سلطان باشا الأطرش)، للوصول إلى حلول تجنب السويداء الاقتتال مع أبناء درعا المجاورة.
ووجه البلعوس خطابه إلى أبناء حوران (فصائل المعارضة في درعا)، قائلًا “أنتم أهلنا وأي تعدٍ على الجبل ممنوع، وإذا كنتم قادرين على مقاومة (الدولة) فلن تستطيعوا مقاومتنا”، مشددًا على ضرورة تجنب نقل المعركة من درعا إلى السويداء، ومطالبًا بإعادة المختطفين من أبناء السويداء وتقديم الخاطفين للعدالة.
ويأتي هذا التصعيد، تزامنًا مع دعوات من مثقفين وناشطين وقياديين في الجيش الحر من أهالي درعا، طالبوا فيها ضرورة وقوف أبناء السويداء مع الثورة ضد نظام الأسد، وعدم انجرار أبنائها للقتال في صفوف ميليشيات الأسد.
يذكر أن قيادة الجبهة الجنوبية أصدرت عدة بيانات خلال الأشهر الماضية، أكدت فيها ضرورة الالتزام بحماية أهالي السويداء وشددت فيها على ضرورة وأد أي فتنة يحاول نظام الأسد إحداثها بين الجارتين.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :