قائد لواء شهداء الإسلام: الشام مقبرة الغزاة ولا مكان لهم فيها
مقام «سكينة» بيد مقاتلي المدينة بعد عامين على المعارك
سيطر الجيش الحر في داريا الأسبوع الماضي على مقام سكينة وسط المدينة بعد اشتباكاتٍ عنيفة دارت داخله، بينما قصف الطيران المروحي أحياء المدينة بالصواريخ والبراميل المتفجرة ما أدى إلى استشهاد أحد أبنائها.
وأنهى مقاتلو لواء شهداء الإسلام، العامل في داريا، مساء الأربعاء 24 آذار اشتباكات عنيفة حول مقام سكينة في الجبهة الشرقية دامت عامين، ضد قوات الأسد المدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني وخبرات إيرانية، بالسيطرة الكاملة على المقام.
وبعد «خطة محكمة وخاطفة» من لواء شهداء الإسلام اقتحم مقاتلوه المقام، وطردوا قوات الأسد وأحكموا السيطرة عليه بشكل كامل، وفق النقيب «أبو جمال»، القائد العام للواء.
وردّ نظام الأسد بتفجيرٍ أدى لانهيار الواجهة الشمالية للمقام، لكنّه لم يستطع استعادة أي محور، بالتزامن مع إلقاء برميلين في المنطقة.
وحاولت قوات الأسد السيطرة على المنطقة خلال الأشهر الماضية وقصفت محيط المقام بعشرات الصواريخ الموجهة والبراميل المتفجرة وحفرت أكثر من 40 نفقًا، لكن المحاولات لم تنجح «بفضل الله وإصرار الشباب على التمسك بأرضهم وعدم التفريط بذرة تراب واحدة»، وفق ما ينقله أبو جمال.
وتخلل المعارك إلقاء قنبلة يعتقد أنها تحتوي على غازات سامة على الجبهة الشرقية المدينة، تسببت بثلاث إصابات على الأقل، استقرت حالتهم بحسب مشفى داريا الميداني.
وبث حساب اللواء بث عبر اليوتيوب تسجيلات مصورة تظهر تخطيط قادة المجموعات للعملية واقتحام مقاتلي الجيش الحر للمقام، واشتباكات عنيفة جرت داخله وسط معنويّات مرتفعة.
وقال أبو جعفر الحمصي، القائد الميداني في اللواء، «لم نفرح بتحرير المقام على أهميته، بقدر فرحتنا بعطاء مجاهدينا وإقدامهم، فوالله لم يقصر منهم أحد ولم يتململ أحد من العمل بل كانوا يتدافعون ويتسابقون على الاقتحام طلبًا للشهادة».
ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد قتلى قوات الأسد، وفق النقيب أبو جمال، الذي أضاف «ردّ النظام الهمجي والتفجير الكبير الذي قام به وقصف المدينة بالبراميل المتفجرة يوحي بحجم الخسائر الكبيرة لديه».
ووجّه النقيب خطابه إلى مقاتلي الميليشيات الشيعية على تخوم المدينة بالقول «عليهم أن يقرأوا التاريخ جيدًا ليدركوا أنه لا مكان للغزاة على أرض الشام، لأنها ستكون مقبرتهم وقريبًا سيجرون ذيول الهزيمة بإذن الله».
ومقام سكينة الذي بدأ إنشاؤه عام 2003 لم يكن معروفًا قبل سنة 1999، ويعتبر دخيلًا على مدينة داريا، ويقول أهالي المدينة إنه يعود لقبر امرأة تسكن في المنطقة التي كانت نائيةً عن وسط المدينة حين دفنت فيها، بينما يذهب آخرون إلى أنه قبر»كلب» لرجلٍ يدعى «أبو صادق».
في سياق ذلك، شهدت باقي جبهات المدينة عمليات قنصٍ متبادل بين كتائب المعارضة ومقاتلي الأسد، في حين يستمر الطيران المروحي بقصف المدينة وأحيائها السكنية للضغط على مقاتلي المعارضة.
وبلغ عدد البراميل التي سقطت على الأحياء السكنية خلال الأسبوع الماضي 10 براميل متفجرة بالإضافة إلى صاروخين أرض-أرض من نوع فيل، ما أدى إلى استشهاد أحد أبناء المدينة يوم الأربعاء 25 آذار.
ويعاني أهالي المدينة مؤخرًا من اعتقالات تعسفية بحقهم في دمشق وأريافها، وذلك في إطار الضغط من أجل تسليم جثث قرابة 20 قتيلًا للنظام في تفجير مبنىً يوم 5 شباط الماضي.
ووصل عدد المعتقلين في الأسابيع الأخيرة إلى أكثر من 100 معتقل أغلبهم في محافظة دمشق وعلى الحواجز المنتشرة باتجاه غوطتها الغربية، أفرج عن عددٍ منهم بينما يبقى مصير الآخرين مجهولًا.
ويستمر حصار قرابة 6 آلاف مدني وسط تخريب للبنى التحتية، واعتماد الأهالي على حلول بديلة لتأمين معيشتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :