ما بعد المجزرة

  • 2012/09/09
  • 3:26 ص

افتتاحية العدد

يومًا بعد يومٍ يصبح الثوار أكثر قوة وسيطرة على الأرض، فيما النظام يزداد ضعفًا وتفككًا، وتزداد فيه الانشقاقات وترتفع خسائره البشرية والمعنوية، في حين أن اقتصاده يسابقه في السقوط. وقد بدأ النظام يستشعر خطورة المرحلة التي وصل إليها وحَرجَها عليه وعلى موقفه وعلى مواقف «أصدقائه» الذين يُدرِك أنهم لن يستمروا معه إلى ما لانهاية، لاسيما بعد أن دعا «الدب» الروسي رعاياه لمغادرة الأراضي السورية بأقرب فرصةٍ، في حين بدأ «أعداؤه» بالحديث جهارًا عن تسليح الثوار وتزويدهم بأسلحة غير تقليدية، بعد أن أدركوا أن الكفة تميل لصالح الثورة وأن نصرها بات قريبًا جدًا.
لقد أدرك النظام أنه في مراحله الأخيرة، فإذا به يدافع عن وجوده وبقائه المأمول بكل شراسة ووحشية، ليواجه شعبًا انتفض مطالبًا بالحرية والكرامة، وجيشًا حرًا حمل السلاح ليدافع عن أبناء شعبه أمام عدوان جيش الأسد الذي يقصف المدن والأحياء بكافة الأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران ويرتكب المجزرة تلو المجزرة، ويعدم الأبرياء ميدانيًا دونما ذنبٍ، لتروي دماؤهم الطاهرة أرض الوطن المباركة وتمتزج أشلاؤهم بترابه الطاهر فيزهر مستقبله بالحرية والكرامة.‬
وداريا التي كانت على الدوام شعلة للثورة، كان لها نصيبها الكبير من وحشية الأسد التي تجاوزت كل حدود الإرهاب والقمع والدموية على مر التاريخ. داريا التي قدم أبناؤها الماء والورود للأسد وجيشه فأبى وجنوده إلا أن يشربوا من دمائهم ويجعلوا منها شعلة للشهداء تشهد على تضحيات المدينة وأبنائها وتشهد على تخاذل العالم وتواطئه مع الظلم والطغيان.
إن دماء الشهداء وتضحياتهم تُحتّم علينا نحن أبناء داريا أن نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا وأن نتناسى خلافاتنا الشخصية ومصالحنا الضيقة وأن نتوحد في سبيل هدفنا المشترك الذي ينبغي ألا نحيد عنه، وألا ننسى أن من قتل أبناءنا وإخواننا وأهلينا وهزأ بهم وتاجر بدمائهم هو بشار الأسد ومقاتلوه وإعلاميوه، وأن معركتنا ضدهم وليست فيما بيننا.
الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والنصر لثورتنا…

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي