عنف النظام كان سيد الموقف على مدار مراحل الثورة، وكانت الحاجة ملحّة لكوادر الإسعاف والنقاط الطبية والمشافي الميدانية؛ وفي سبيل ذلك تعمل منظمة إعانة المرضى الدولية (IPHS) لتأمين سيارات الإسعاف وخدمات طبية لمصابي المعارك، أبرزها خطة تأمين الأطراف الصناعية التي بدأت مؤخرًا.
مشافٍ جراحية وميدانية
تأسست المنظمة في أيلول 2012 وبدأت العمل بتأسيس مشفى الحكمة برأس الحصن في ريف إدلب بكادر يبلغ 10 أطباء، ثم أنشأت مشفى ابن الهيثم الجراحي في ريف إدلب الشمالي.
وبعد ذلك بدأت المنظمة بالتوسع لتغطي مناطق واسعة من سوريا، حيث أسست 8 مشافٍ جراحية وأخرى ميدانية في كل من إدلب وحماة ودير الزور ودمشق وحلب والباب ودرعا، إضافة إلى بنك دمٍ قريب من المشفى الجراحي في درعا، وفق سعد الحلبي، وهو إعلامي يعمل مع المنظمة.
منظومة الإسعاف
وأنشات الجمعية منظومة الإسعاف في حلب وريفها، حيث جهزت 15 سيارة إسعاف تغطي أماكن الاشتباكات وترتبط مع بعضها بمركز يقوم بإرشادها إلى أماكن القصف. ويقول أبو مصعب الإدلبي، وهو مدير المكتب الإعلامي في المنظمة، إن السيارات “مجهزة بكل ما يلزم من صادم منفسة، جهاز أوكسجين، ومواد إسعافية وغيرها ويشرف عليها طبيب طوارئ ومجموعة ممرضين مختصين”.
أطراف صناعية
وجمعية إعانة المرضى بصدد تجهيز وإطلاق مركز متكامل للأطراف الصناعية في مدينة كلس الحدودية سيكون الأول من نوعه، وقد سبقته تجربة في هذا المجال للجمعية بورشة الأطراف الصناعية في ريف إدلب، حيث تم تركيب 80 طرفًا صناعيًا علويًا وسفليًا، كما ينقل سعد الحلبي.
عيادة إلكتروينة
مؤخرًا بدأت الجمعية باستقبال التساؤلات والاستفسارات الطبية على مدار 24 ساعة عبر صفحة خاصة على الفيس بوك، ويتم عرض الحالة على الطبيب المختص والإجابة عليها في أسرع وقت ممكن. بينما أشار سعد إلى افتتاح عدة عيادات تخصصية في المدن الحدودية يشرف على كوادرها 23 طبيبًا مختصًا، موزعين في كل من تركيا ولبنان والأردن، وتغطي هذه العيادات أغلب الاختصاصات كالعينية والسنيّة.
وحملات متنقلة
وخلال مسيرتها أطلقت الجمعية العديد من الحملات الطبية والإغاثية، مثل حملات اللقاح المتعددة وتوزيع الأدوية في مخيمات اللاجئين، بالإضافة إلى حملات أخرى متنوعة مثل حملة دفء ومشاريع رش المبيدات وتوزيع الحقائب الطبية، وغيرها من الحملات الإغاثية كإفطار الصائم والأضاحي.
ووفق إحصائية أجرتها الجمعية لعام 2014، وصل عدد المستفيدين من نشاطاتها إلى 367 ألف شخص.
وتواجه الجمعيات الطبية عمومًا عددًا من المعوّقات الرئيسية في الداخل السوري منها الاستهداف من قبل الطيران الحربي، أو انقطاع الدعم من قبل المنظمات المانحة، في حين ينقل الجرحى السوريون -وخصوصًا مبتورو الأطراف- معاناتهم وسط عدم اكتراث المنظمات بهم.
ولكن يبقى العائق الأكبر أمام الخدمات الطبية التي تقدم للثورة السورية هو عدم التنسيق بين المنظمات وتشتتها، بينما تعاني أغلبها من صعوبة تأمين الرخص لممارسة العمل الجراحي خارج الأراضي السورية.